تفسير قول الله تعالى : (( إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق )) . حفظ
ثم ذكر الله تعالى ما من به عليه فقال : (( إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ )) بتسبيحه. (( إنا سخرنا الجبال )) أي ذللناها والله سبحانه وتعالى يذل له كل شيء. فسخر له الجبال أي ذللها حتى تسبح بتسبيح داود وهي أي الجبال تسبح تسبيحاً مطلقاً وهذا التسخير العام وتسبح تسبيحاً خاصاً كما أمرت أن تسبح مع داود عليه الصلاة والسلام وإلا فهي تسبح تسبيحاً عاماً مطلقاً كما قال الله تعالى : (( تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ))[الإسراء:44] معناه يا خالد (( إن من شيء إلا يسبح بحمده )) "ان" أي ما من شيء إلا يسبح بحمده (( وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا )). أما التسبيح الذي سخر الله الجبال عليه مع داود فهو تسبيح خاص.