التعليق على تفسير الجلالين : (( إنا سخرنا الجبال معه يسبحن )) بتسبيحه (( بالعشي )) وقت صلاة العشاء (( والإشراق )) وقت صلاة الضحى : وهو أن تشرق الشمس ويتناهى ضوؤها . حفظ
(( إنا سخرنا الجبال )) جمع جبل وهو معروف (( معه )) أي مع داود يسبحن بتسبيحه (( بِالْعَشِيِّ )) وقت صلاة العشاء (( وَالإِشْرَاقِ )) وقت الضحى ، طيب قوله : (( يسبحن بالعشي )) الباء عنا ظرفية بمعنى في ، لكن يظهر والله أعلم أنه إذا أريد بالظرفية استيعاب الوقت أتي بدل في بالباء لأن الباء تدل على الاستيعاب والإحاطة كما في قوله تعالى : (( وليطوفوا بالبيت )) وكما قال : (( فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا ))[البقرة:158] ولهذا لا بد من استيعاب البيت بالطواف واستيعاب ما بين الصفا والمروة بالسعي. إذاً الباء هنا للظرفية لكنها جاءت مكان في للدلالة على الاستيعاب يعني كل العشيء وقال المؤلف : (( العشي )) " وقت صلاة العشاء " هذا فيه نظر والصحيح أن المراد بالعشي آخر النهار، (( يسبحن بالعشي )) كما قال تعالى : (( وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا )) فالمراد بالعشي آخر النهار وفي حديث أبي هريرة المشهور بحديث ذي اليدين قال : ( صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتي العشي يعني الظهر أو العصر ) ، (( والإشراق )) قال : " وقت الضحى " وهو أن تشرق الشمس ويتناهى ضوءها ، هناك إشراق وهناك شروق ، وبينهما فرق فالشروق ظهور الشمس يقال : شرقت الشمس يعني ظهرت ، والإشراق ارتفاع الشمس حتى يصفو ضوءها وتكون بيضاء. فالإشراق معناه دخول الشمس في الإشراق يعني في الإضاءة الكاملة البيضاء والشروق إيش ؟ ظهور الشمس فإذا طلع حاجب الشمس من المشرق يقال له : شروق ، وإذا ارتفعت حتى زالت حمرتها أو صفرتها يقال : إشراق. (( يسبحن بالعشي والإشراق )) أي بعد أن ترتفع الشمس ويحسن ضوءهاً .