تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( ولى نعجة واحدة فقال أكفلنيها )) أي اجعلني كافلها (( وعزني )) غلبني (( فى الخطاب )) أي الجدال وأقره الآخر على ذلك . حفظ
قال الله عز وجل: (( إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ )) (( تسع وتسعون نعجة )) يعني مائة إلى واحدة. (( ولي نعجة )) وأكدها بقوله : (( واحدة )) من أجل تقليلها وإلا فإن الواحدة مفهومة من قوله : (( ولي نعجة )) ولكن ذكر واحدة تأكيداً للقلة يعني ليس لي إلا واحدة. (( فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا )) أي اجعلني كافلها وذلك بأن تضمها إلى نعاجي لأنه إذا ضمها إلى نعاجه صارت في ملكه وهو الكافي دونها (( وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ )) غلبني في الخطاب. قال : " أي الجدال " يعني أنه صار يجادلني حتى غلبني فأقررت له وأقره الآخر على ذلك ، أقره الآخر يعني المدعى عليه. وليس في الآية ما يدل على أن المدعى عليه أقر أو أنه أنكر ، المقر المدعى عليه مسقوط عنه فدعوى أنه أقره يحتاج إلى دليل ولو كان هذا هو الواقع لذكره الله عز وجل لما في حذفه من الإيهام الذي يجعل حكم داود حكماً فيه شيء من الجور ، أقول للمرة ثانية : لو أن الآخر أقره لذكر الله ذلك لأن حذفه يؤدي إلى سوء الظن بداود عليه الصلاة والسلام حيث لم يستكمل مجريات القضية. فالظاهر والله أعلم أن داود عليه الصلاة والسلام لما سمع هذا العدوان من هذا الشخص الذي قد أنعم الله عليه بنعم كثيرة ثم ذهب يحاول يستلب حق هذا الفقير الذي ليس عنده إلا واحدة كأنه عليه الصلاة والسلام غضب وحكم للمدعي.