التعليق على تفسير الجلالين : (( قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك )) ليضمها (( إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطآء )) الشركاء (( ليبغى بعضهم على بعض ... )). حفظ
قدر المؤلف " ليضمها " من أجل أن يصح التعبير بـ إلى لأن سؤال لا يتعدى بـ إلى، لكنه مضمن معنى الضم أي بسؤاله أن يضم نعجتك إلى نعاجه. ووجه الظلم في هذا ظاهر لأن صاحب التسعين قد أنعم الله عليه بنعمة كبيرة وصاحب الواحدة معدم فقير وأيضاً فإن هذه الواحدة ملك له فكيف يعتدي هذا ويقول : أعطنيها ويلح عليه حتى يغلبه في الحجاج والمخاصمة ؟
ثم قال داود : (( وإن كثيراً من الخلطاء )) أي الشركاء ، (( ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم )) عندنا كثير وقليل ، كثير (( يبغي بعضهم على بعض )) وقليل لا يبغي بعضهم على بعض ، فالقليل الذي لا يبغي بعضهم على بعض هم الذين وصفه الله بقوله : (( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات )) فالمؤمن العامل للصالحات لا يحدث منه البغي لما معه من الإيمان والعمل الصالح. ومن فاته شيء من هذا الوصف حصل منه من البغي بمقدار ما فاته من الوصف. فمن نقص إيمانه حصل منه البغي ومن قلت أعماله الصالحة حصل منه البغي لأن الأعمال الصالحة يجر بعضها بعضاً فإذا عمل الإنسان عملاً صالحاً أتبعه بعمل آخر لأن للطاعة لذة وسروراً في القلب إذا قام الإنسان بها ازداد رغبة فيها وإذا أعرض قلت أهمية الطاعات عنده وضعف قصده للطاعات فتجرأ على المعاصي. قوله : (( وإن كثيراً من الخلطاء )) يعني الشركاء ، (( ليبغي بعضهم على بعض )) اللام في قوله : (( ليبغي )) إيش حسام اللام في قوله : (( ليبغي )) ؟
الطالب : .....
الشيخ : اللام للتوكيد و (( يبغي )) من البغي وهو العدوان. وهذا هو الواقع أن كثيراً من الشركاء يبغي بعضهم على بعض، إما بأخذ شيء من مال الشركة أو بكتمان الربح لو ربحت أو التغرير بالمال بحيث يتصرف فيه على وجه ليس فيه حظ للشركة أو بادعاء أن المشترك ملك خاص له ، المهم أن أنواع العدوان بين الشركاء كثيرة لكن كثير من الشركاء يبغي بعضهم على بعض ولهذا إذا أصلح الشركاء النية ونصح بعضهم لبعض فإن الله تعالى يقول : ( أنا ثالث الشريكين ما لم يخن أحدهما صاحبه فإذا خان خرجت من بينهما ).