تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( ... وقليل ما هم )) ما لتأكيد القلة ، فقال الملكان صاعدين في صورتيهما إلى السماء : قضى الرجل على نفسه ، فتنبه داود . قال تعالى ؟ (( وظن )) أي أيقن (( داود أنما فتناه )) أوقعناه في فتنة : أي بلية بمحبته تلك المرأة . حفظ
قال المؤلف رحمه الله : (( ما )) " لتأكيد القلة " فقال : " الملكان صاعدين في صورتيهما إلى السماء قضى الرجل على نفسه فتنبه داود " قضى الرجل على نفسه الرجل يعني داود على نفسه لأنه حسب القصة الإسرائيلية المزعومة كان له تسع وتسعون امرأة فطلب من رجل ليس عنده إلا امرأة واحدة أن يطلق امرأته ليتزوجها داود وفي وجه آخر للقصة أنه أمره أن يخرج في الجيش من أجل أن يقتل حتى يتزوج امرأته و قد بينا أن هذا لا دليل عليه وأنه لا يقيم بمقام عقلاء فضلاً عن الأنبياء و أن هذه قصة مزعومة على داود هم الذين ركبوها على داود عليه الصلاة والسلام لأن اليهود لا يعتقدون نبياً و إنما هو على زعمهم ملك ، طيب. قال تعالى : (( وظن داود )) أي أيقن داود (( أنما فتناه )) أوقعناه في فتنة أي بلية بمحبته تلك المرأة. (( ظن )) أي أيقن وإنما نفسره باليقين لأن الأمر واضح أمر واقع من داود حسب القصة والشيء الواقع لا يقال : إنه ظن بل يقال : إنه علم فإن قال إنسان : هل لديك شاهد على أن الظن يأتي بمعنى العلم ؟ قلت : نعم قال الله تعالى : (( وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ )) فإن يظنون بمعنى يتيقنون لأن الظن الذي هو الراجح لا يكون إيماناً في ملاقاة الله عز وجل بل يجب على الإنسان أن يؤمن إيماناً يقينياً بأنه ملاقٍ ربه والظن لا يكفي فيه ، وإن كان الظن لا يكفي فلا يمكن أن يكون مدحا. (( وظن داود )) أيقن (( أنا فتناه )) قال : " أوقعناه في فتنة أي بلية " هذا ما ذهب إليه المؤلف بناءً على صحة القصة ولكن الصحيح أن المراد بالفتنة الاختبار (( فتناه )) أي اختبرناه لأن الفتنة من معانيها الاختبار: قال الله تعالى : (( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ))[الأنبياء:35] أي اختباراً وابتلاءً كما قال تعالى عن سليمان : (( قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ))[النمل:40]. إذاً (( أنا فتناه )) يعني اختبرناه وعلى رأي المؤلف أي ابتليناه بمحبة تلك المرأة ولكن هذا ليس بصحيح ، زي ما دام قال المدرس عندنا إحنا حندرس ، شوف صلحه ، طيب (( ظن داود أنا فتناه )) الصحيح أن المراد اختبرناه ولكن بأي شيء اختبرناه ؟ لننظر أولاً : داود عليه الصلاة والسلام مأمور بأن يحكم بين الناس ومن وظيفته بالحكم بين الناس فإن وظيفته عامة واختصاصه في الوقت بدخوله المحراب و إغلاق الباب عليه هذا يخالف مقتضى وظيفته ، إذ مقتضى وظيفته إيش ؟ أن يتفرغ للناس حتى يقابل الخصوم و يحكم بينهم هذه واحدة ، و لهذا سيأتينا إن شاء الله في الفوائد أنه لا يجوز للحاكم بين الناس و من كان في و ظيفة عامة أن يشتغل بشيء خاص بنفسه.
ثانياً : أن داود عليه الصلاة والسلام سمع كلام الخصم و لم يستمع إلى كلام الخصم الآخر لأن القرآن ليس فيه أنه سمع لكلام الخصم الآخر.
و ثالثاً : أنه حكم و قال : (( إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ )) و الحكم قبل سماع جواب الخصم فيه شيء من التسرع ما دام الخصم حاضراً . طيب لهذا علم داود عليه الصلاة والسلام أن الله تعالى ابتلاه بهذه الخصومة التي جاءت و هو يتعبد في محرابه و تسوروا عليه المحراب فاستغفر ربه و خر راكعاً و أناب ، انتهى الوقت
ثانياً : أن داود عليه الصلاة والسلام سمع كلام الخصم و لم يستمع إلى كلام الخصم الآخر لأن القرآن ليس فيه أنه سمع لكلام الخصم الآخر.
و ثالثاً : أنه حكم و قال : (( إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ )) و الحكم قبل سماع جواب الخصم فيه شيء من التسرع ما دام الخصم حاضراً . طيب لهذا علم داود عليه الصلاة والسلام أن الله تعالى ابتلاه بهذه الخصومة التي جاءت و هو يتعبد في محرابه و تسوروا عليه المحراب فاستغفر ربه و خر راكعاً و أناب ، انتهى الوقت