فوائد قول الله تعالى : (( إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق * والطير محشورة كل له أواب )) . حفظ
ثم قال : (( إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالإِشْرَاقِ * وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ )).
من فوائد هذه الآية الكريمة : بيان أن الأمور كلها بيد الله لقوله : (( إنا سخرنا الجبال )) أي ذللناها و الجبال كما نعلم خلق عظيم لا يستطيع أحد أن يؤثر فيه و لكن الله تعالى بقدرته يسخرها و يذللها .
ومن فوائدها : أن للجماد إرادة من قوله : (( يسبحن )) لأن التسبيح لابد أن يكون بإرادة و يدل لذلك أيضاً قوله تعالى : (( تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ )) و يترتب على هذه الفائدة رد قول من يقول : إن قوله تعالى : (( جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ )) فيه مجاز حيث قالوا : إنه لا إرادة للجدار و نحن نقول : بل له إرادة لأن الله تعالى أثبت له الإرادة ، طيب .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن كل شيء خاضع لأمر الله الطير التي تسبح في الهواء خاضعة لأمر الله و هذا هو ما أكده الله بقوله في سورة تبارك : (( أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ )).
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الجبال والطير تسبح مع داود وترجع معه لقوله : (( كل له أواب )) أي كل لداود رجاع أي مرجع معه إذا سبح سبحت الجبال إذا سبح سبحت الطيور المجموعة إليه ، و قيل : إن (( أواب )) بمعنى الرجاع ما هو المرجع ؟ الرجاع الذي يرجع إلى داود و المعنيان متلازمان لأنه إذا كان رجاعاً يرجع إلى داود ليسبح معه فهو المرجع معه على أن في الآية قولاً آخر في مرجع الضمير في قوله : (( له أواب )) فإن من أهل العلم من قال : في قوله : (( له )) يعود إلى الله و أنهم من باب الالتفات بدل أن يقول : كل لنا أواب قال : (( كل له أواب )) و لكن هذا المعنى لا يتعين، بل المعنى الأول أظهر كما مشى عليه المؤلف رحمه الله ، نعم .
الطالب : النبي صلى الله عليه و سلم أوذي....
الشيخ : هو قال : (( اصبر على ما يقولون )) قال الله تعالى أمره أن يصبر على ما يقولون في هذه السورة تعجبهم من الألوهية و قولهم : إنه ساحر كذاب هذا قول يعني كأنه ما تعرض للأذية .....