فوائد قول الله تعالى : (( وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب * إذ دخلوا على داوود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط )) . حفظ
المهم أنه خصم .
ومن فوائد قوله تعالى : (( وهل أتاك نبأ الخصم )) إلى آخره : أن هذه القصة عجيبة وأنها مسار للعجب ولهذا شوق الله إليها بقوله : (( وهل أتاك نبأ الخصم )) .
ومن فوائدها : بلاغة القرآن حيث يأتي بمثل هذه الصيغة في الأشياء التي ينبغي للإنسان أن يتشوق إليها ويهتم بها .
ومن فوائدها : أن الخصم يطلق على الواحد والمتعدي اعتبارا بالمعنى فإن الجماعة إذا كانت دعواهم واحدة صاروا كأنهم رجل واحد .
ومن فوائدها : أن من أتى البيوت من غير أبوابها فإن فعله هذا سبب للخوف والفزع لقوله : (( إذ تسوروا المحراب )) .
ومن فوائدها : أن داود عليه الصلاة والسلام في هذه الحال كان قد أغلق بابه أو جعل عليه حاجباً يمنع الناس من الدخول فيه .
ومن فوائدها : أن الحكم بين الناس أفضل من العبادات الخاصة لأن نفعه متعدٍ والعبادات الخاصة نفعها قاصر .
ومن فوائدها : أن الأنبياء يلحقهم من الطبائع البشرية ما يلحق غيرهم لقوله .... : (( ففزع منهم )) حيث لاحقه الفزع كما يلحق سائر الناس .
ومن فوائدها : أنه ينبغي إن لم نقل : يجب أن يطمئن المفزع من فزع منه بنفي سبب الفزع قبل كل شيء حيث قالوا : (( لا تخف )) ثم ذكروا القصة ولم يبدءوا بالقصة رأساً .
ومن فوائد هذه القصة : بيان أن هذين الخصمين قد اعتدى بعضهما على بعض. يعني وليست المسألة مسألة كلامية أو ليس فيها عدوان بل فيها عدوان اعتدى بعضهم على بعض لما ذكروا من السبب .
ومن فوائدها : أن هذين الخصمين أساء الأدب من بعض الوجوه حيث قالا : (( فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط )) و وجه الإساءة أنهما ما جاءا على الحكم إلا و هما يعتقدان أنه سيحكم بالحق فإذا قال : (( احكم بيننا بالحق )) فإن هذا قد يولد تهمة من أنه لا يحكم بالحق .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الحكم يحتاج إلى إلزام لقولهم : (( واهدنا إلى سواء الصراط )). فإن هذا أمر زائد عن الحكم يعني الحكم أن يفصل بينهم و الهداية أن يدلهم من أجل إلزامهم بهم .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن كل البشر يطلب الصراط السوي الذي ليس فيه ميل و لا إجحاف لقولهم : (( واهدنا إلى سواء الصراط )) .