فوائد قول الله تعالى : (( قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داوود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب )) . حفظ
و من فوائد هذه القصة : أن داود عليه الصلاة والسلام حكم بينهما دون أن يسمع دفاع الخصم الآخر لقوله : (( لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه )) و لعل عذر داود عليه الصلاة والسلام أنه أراد السرعة في إنهاء القضية ليتفرغ لما احتجب به عن الناس من عبادة الله عز و جل وخاف أن يدلي هذا بشيء و هذا بشيء و يطول النزاع والخصام فبادر بالحكم .
و من فوائد القصة : أن أكثر الشركاء يحصل من أحدهم بغي على الآخر لقوله : (( وإن كثيراً من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض )). و هذا من الغريب أن يكون الإنسان كلما قرب إلى الشخص توقع منه البغي أكثر مما كان بعيداً لأن البعيد ليس بينه وبينهم صلة لكن الذي بينه و بينه صلة و هو الشريك هو الذي ربما يجحده أو ينكره أو يفعل شيئاً لم يأذن به أو ما أشبه ذلك .
ومن فوائد هذه القصة : أنهم ليس جميع الخلطاء يحصل منهم بغي لقوله : (( و إن كثيراً من الخلطاء )) .
ومن فوائدها : أن الذين آمنوا و عملوا الصالحات لا يحصل منهم البغي. و الذي يمنعهم من ذلك هو إيمانهم بالله و بالحساب و عملهم الصالح الذي يكون درعاً بينهم وبين العدوان و البغي .
ومن فوائد القصة : أنه كلما كان الإنسان أقوى إيماناً و أكثر عملاً من الصالحات كان أبعد عن الظلم و البغي. وجهه أن استثناء الذين آمنوا و عملوا الصالحات إنما كان من أجل إيمانهم و علمهم للصالحات و الحكم إذا علق بشيء بوصف ازداد قوة بقوة ذلك الوصف و هذا قاعدة ذكرناها كثيراً أن الحكم المعلق بوصف يزداد قوة بما يحصل فيه من ذلك الوصف .
ومن فوائد هذا القصة : أن العمل لا ينفع إلا إذا بني على الإيمان و كان صالحاً فعمل بلا إيمان لا يقبل كما قال تعالى : (( وَ مَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ )). و كذلك إذا كان هناك إيمان لكن لم يكن العمل صالحاً لفقد الإخلاص أو الإتباع فيه فإنه لا ينفع .
و من فوائد هذه القصة : أن الجمع بين هذين الوصفين الإيمان و العمل الصالح قليل لقوله تعالى : (( و قليل ما هم )) .
و من فوائدها : أن الحاكم لا يحكم حتى يستوعب حجج الخصمين لقوله : (( و ظن داود أنما فتناه )) .
و من فائدها أيضاً : أن الحاكم الذي نصب نفسه ليكون حكماً بين العباد لا يحل له أن يختفي عنهم في الوقت الذي يكون وقتاً للتحاكم .
و من فوائدها أيضاً : أن الاشتغال بما مصلحته عامة أفضل من الاشتغال بما مصلحته خاصة .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قد يفتنون و يختبرون لقوله : (( و ظن داود أنما فتناه )). و لكن الفتنة التي يفتي بها الأنبياء لا يمكن أن تعود إلى إبطال مقومات الرسالة و النبوة كالفتنة التي تعود إلى الكذب أو الشرك أو الأخلاق الرديئة و ما أشبه هذا لا يمكن أن يقع من الأنبياء .
ومن فوائد القصة : أن كل شخص محتاج إلى الله عز و جل مفتقر إليه لقوله : (( فاستغفر ربه )) .
و من فوائد هذه القصة : أن الاستغفار سبب لمحو من حصل من الذنوب لأن الفاء في قوله : (( فاستغفر )) مبنية على قوله : (( و ظن داود أنا فتناه )) .
و من فوائد هذه القصة : أن السجود خضوعاً لله من سنن الأنبياء لقوله : (( وخر راكعاً و أناب )). و هل يشرع لمن أذنب أن يفعل كما فعل داود أو أن يصلي ركعتين تامتين ؟ الثاني هو المشهور فإنه إذا أذنب الإنسان فينبغي له أن يتوضأ و يسبغ الوضوء و يصلي ركعتين لا يحدث فيهما نفسه فمن فعل ذلك فإنه يغفر له ما تقدم من ذنبه .
و من فوائد القصة : أن أكثر الشركاء يحصل من أحدهم بغي على الآخر لقوله : (( وإن كثيراً من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض )). و هذا من الغريب أن يكون الإنسان كلما قرب إلى الشخص توقع منه البغي أكثر مما كان بعيداً لأن البعيد ليس بينه وبينهم صلة لكن الذي بينه و بينه صلة و هو الشريك هو الذي ربما يجحده أو ينكره أو يفعل شيئاً لم يأذن به أو ما أشبه ذلك .
ومن فوائد هذه القصة : أنهم ليس جميع الخلطاء يحصل منهم بغي لقوله : (( و إن كثيراً من الخلطاء )) .
ومن فوائدها : أن الذين آمنوا و عملوا الصالحات لا يحصل منهم البغي. و الذي يمنعهم من ذلك هو إيمانهم بالله و بالحساب و عملهم الصالح الذي يكون درعاً بينهم وبين العدوان و البغي .
ومن فوائد القصة : أنه كلما كان الإنسان أقوى إيماناً و أكثر عملاً من الصالحات كان أبعد عن الظلم و البغي. وجهه أن استثناء الذين آمنوا و عملوا الصالحات إنما كان من أجل إيمانهم و علمهم للصالحات و الحكم إذا علق بشيء بوصف ازداد قوة بقوة ذلك الوصف و هذا قاعدة ذكرناها كثيراً أن الحكم المعلق بوصف يزداد قوة بما يحصل فيه من ذلك الوصف .
ومن فوائد هذا القصة : أن العمل لا ينفع إلا إذا بني على الإيمان و كان صالحاً فعمل بلا إيمان لا يقبل كما قال تعالى : (( وَ مَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ )). و كذلك إذا كان هناك إيمان لكن لم يكن العمل صالحاً لفقد الإخلاص أو الإتباع فيه فإنه لا ينفع .
و من فوائد هذه القصة : أن الجمع بين هذين الوصفين الإيمان و العمل الصالح قليل لقوله تعالى : (( و قليل ما هم )) .
و من فوائدها : أن الحاكم لا يحكم حتى يستوعب حجج الخصمين لقوله : (( و ظن داود أنما فتناه )) .
و من فائدها أيضاً : أن الحاكم الذي نصب نفسه ليكون حكماً بين العباد لا يحل له أن يختفي عنهم في الوقت الذي يكون وقتاً للتحاكم .
و من فوائدها أيضاً : أن الاشتغال بما مصلحته عامة أفضل من الاشتغال بما مصلحته خاصة .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قد يفتنون و يختبرون لقوله : (( و ظن داود أنما فتناه )). و لكن الفتنة التي يفتي بها الأنبياء لا يمكن أن تعود إلى إبطال مقومات الرسالة و النبوة كالفتنة التي تعود إلى الكذب أو الشرك أو الأخلاق الرديئة و ما أشبه هذا لا يمكن أن يقع من الأنبياء .
ومن فوائد القصة : أن كل شخص محتاج إلى الله عز و جل مفتقر إليه لقوله : (( فاستغفر ربه )) .
و من فوائد هذه القصة : أن الاستغفار سبب لمحو من حصل من الذنوب لأن الفاء في قوله : (( فاستغفر )) مبنية على قوله : (( و ظن داود أنا فتناه )) .
و من فوائد هذه القصة : أن السجود خضوعاً لله من سنن الأنبياء لقوله : (( وخر راكعاً و أناب )). و هل يشرع لمن أذنب أن يفعل كما فعل داود أو أن يصلي ركعتين تامتين ؟ الثاني هو المشهور فإنه إذا أذنب الإنسان فينبغي له أن يتوضأ و يسبغ الوضوء و يصلي ركعتين لا يحدث فيهما نفسه فمن فعل ذلك فإنه يغفر له ما تقدم من ذنبه .