فوائد قول الله تعالى : (( فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب )) . حفظ
و من فوائد هذه القصة : إجابة الله سبحانه و تعالى دعاء من دعاه لقوله : (( فغفرنا له ذلك )). و هذا يستلزم عدة صفات منها السمع و البصر من أين يؤخذ ؟ من قوله : (( ذلك )) (( فغفرنا له ذلك )) لأن الذي حصل من داود قول يسمع و فعل يرى ، القول الذي يسمع قوله : (( فاستغفر ربه )) و الفعل الذي يرى قوله : (( وخر راكعاً )) فلما قال : (( فغفرنا له )) علم أن الله قد سمع ما قال و رأى ما فعل وتستلزم هذه الصفة (( فغفرنا له ذلك )) أن الصفات إضافة إلى العلم و السمع و البصر تستلزم القدرة لأن المغفرة لا تقع إلا من قادر على الغفران و تستلزم كذلك كرم الله عز و جل و لطفه بعباده حيث يغفر لكل من استغفر و مهما عظم ذنبه كما قال تعالى : (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ))
و من فوائد هذه القصة : أن الله تعالى غفر لداود و بين ما لديه من الثواب لداود في قوله : (( وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَ حُسْنَ مَآبٍ )) .
ومن فوائد الآية الكريمة : إثبات العندية لله عز و جل و هي عندية قرب و عندية علم ففي قوله تعالى : (( وَ عِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ )) هذه عندية علم. و في قوله تعالى : (( وَ مَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ )) هذه عندية قرب ، طيب .
ومن فوائد هذه القصة أيضاً : الثناء على داود عليه الصلاة و السلام بحسن مآبه أي مرجعه إلى الله لقوله : (( و حسن مآب )) .