التعليق على تفسير الجلالين : (( إن الذين يضلون عن سبيل الله )) أي عن الإيمان بالله (( لهم عذاب شديد بما نسوا )) بنسيانهم (( يوم الحساب )) المرتب عليه تركهم الإيمان ، ولو أيقنوا بيوم الحساب لآمنوا في الدنيا . حفظ
طيب. قال المؤلف : (( إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ )) " أي عن الإيمان بالله " وهذا أيضاً فيه نظر و الصحيح أن سبيل الله هنا هو سبيل الله الأول و المراد به إيش ؟ بشريعته لأنها هي الطريق الموصل إليه.
(( لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ )) الجملة خبر إن وأين اسمها ؟ (( الذين )) هذا الاسم (( و لهم عذاب شديد )) خبرها فالجملة هنا خبر لـ إن وكل جملة تقع خبراً فلا بد فيها من رابط يربك بين هذه الجملة وبين المبتدأ و الرابط هنا الضمير في قوله : (( لهم عذاب شديد )) و قوله : (( شديد )) أي القوي و عظيم ويدلك لقوته و عظمته ما وصفه الله به في القرآن الكريم من صفات تنزعج لها القلوب و تتفتر لها الأكباد. و قوله : (( شديد )) أي قوي (( بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ )) أي بسبب نسيانهم يوم الحساب فالباء هنا للسببية و (( ما )) مصدرية ولهذا قال المؤلف : " بنسيانهم يوم الحساب المرتب عليه تركهم للإيمان ولو أيقنوا بيوم الحساب لآمنوا في الدنيا ". و قوله : (( بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ )) المراد بيوم الحساب يوم القيامة و أضيف إلى الحساب لأن الناس يحاسبون فيه على أعمالهم و أول ما يحاسب به الإنسان فيما يتعلق بحق الله الصلاة و أول ما يحاسب عليه فيما يتعلق بحق الآدميين هو الدماء كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( أول ما يقضى بين الناس في الدماء ) نعم .