التعليق على تفسير الجلالين : (( وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا )) أي عبثا (( ذلك )) أي خلق ما ذكر لا لشيء (( ظن الذين كفروا )) من أهل مكة (( فويل )) واد (( للذين كفروا من النار )). حفظ
(( باطلاً )) قال المؤلف : " أي عبثاً " ذلك أي اعتقاد أن خلق السماء و الأرض باطلاً ظن الذين كفروا يعني هذا ظن الكافرين الذين يظنون أن خلق السماوات و الأرض لمجرد اللهو و اللعب و لا يترتب على ذلك شيء. و من هذا قولهم : (( وَ قَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَ نَحْيَا وَ مَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ )) و من ذلك أيضاً ما يظنه بعض الناس أن المقصود من خلق السماوات و الأرض وجود هذه الخليقة ثم فناؤها إلى غير رجعة فنقول : من ظن ذلك أي أن الله خلقها عبثاً و لعباً فهو كافر و لهذا قال : (( ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا )) هم الذين يظنون أن خلق السماوات و الأرض كان باطلاً. و قول المؤلف : " من أهل مكة " فيه نظر لأنه قصر للدليل على بعض أفراده و الصواب أنه عام لأهل مكة و غيرهم فالذين كفروا لا يظنون بالله إلا ظن السوء فيظنون أن أفعاله عبث و باطلة و ليست لحكمة (( ظن الذين كفروا )). قال الله تعالى : (( فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ )) قال المؤلف : (( ويل )) " واد " في أي مكان ؟ في جهنم ولكنها ليس بصحيح بالنسبة ..... هذه بل كلمة (( ويل )) كلمة وعيد بأمر شديد لأنه قال : ويل لهم من النار فهو يتوعد بها كما تقول : ويل لك من فلان هل معناه ويل لك من فلان يعني وادي في فلان ؟ لا بل هي كلمة وعيد على أمر شديد فقوله : (( فويل )) أي وعيد شديد للذين كفروا من النار يعني ما أعظم ويلهم من نار جهنم و العياذ بالله. و قوله : (( للذين كفروا )) خبر ويل و قوله : (( من النار )) بيان لويل يعني هذا الشيء العظيم لكون للذين كفروا من النار .