تفسير قول الله تعالى : (( أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار )) . حفظ
ثم قال تعالى : (( أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ )) أم هنا متصلة أم منقطعة ؟ منقطعة لأنه لم يذكر له معادل ، أو لم يذكر فيها معادل فهي إذاً بمعنى بل و الهمزة يعني بل أنجعل (( الذين آمنوا وعملوا الصالحات )) هذا الاستفهام المقصود به النفي و الإنكار يعني لا يمكن أبداً أن نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض ، إذاً (( أم )) هنا بمعنى بل و همزة الاستفهام و المراد به همزة الاستفهام النفي و الإنكار و الإضراب هنا انتقالي أو إبطالي ؟ انتقالي نعم ، (( أم نجعل )) أي نسير فهي تنصب مفعولين :
الأول : (( الذين آمنوا )) .
و الثاني : (( كالمفسدين في الأرض )) .
يعني لا يمكن أن نجعل الذين آمنوا و عملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض. و قوله : (( الذين آمنوا )) يعني صدقوا بما يجب التصديق به على وجه القبول و الإذعان يعني تصديقاً مستلزماً للقبول و الإذعان. و قوله : (( و عملوا الصالحات )) أي عملوا الأعمال الصالحات ، و الأعمال الصالحات هي التي اجتمع فيها شيئان :
أولهما : الإخلاص لله عز وجل .
و الثاني : المتابعة لشريعة الله .
فمن عمل عملاً موافقاً للشريعة في ظاهره لكنه يرائي فيه فعمله ليس بصالح ، ما الذي اختل فيها يا بندر ؟
الطالب : .....
الشيخ : الإخلاص لله و الذي عمل عملاً مخلصاً فيه لله يريد به وجه الله لكنه على غير الشريعة هل هو صحيح أو لا ؟
الطالب : غير صحيح .
الشيخ : ليش ؟
الطالب : ....
الشيخ : عدم الموافقة لشريعة الله . طيب إذاً لا بد من أن يكون مخلصاً لله موافقاً لشريعة الله.
و قوله : (( كالمفسدين في الأرض )) (( كالمفسدين )) إذا قال الله : الذين آمنوا و عملوا الصالحات كالمفسدين فالمفسد هو مقابل الذين آمنوا و عملوا الصالحات. فيكون المراد بالمفسدين في الأرض الكفار الذين يعملون السيئات. فكل كافر فهو مفسد في الأرض في مقابل إيش ؟ الذين آمنوا ، و كل عاصٍ فهو مفسد في الأرض في مقابل وعملوا الصالحات. فالشيء يعرف بمقابله. فإذا كان الله قال : الذين آمنوا و عملوا الصالحات كالمفسدين علمنا أن المفسد هو من قابل الذين آمنوا و عملوا الصالحات يعني من كان ضدهم. فالكفار مفسدون في الأرض و أهل المعاصي مفسدون في الأرض و لهذا فسر أهل العلم قوله تعالى : (( وَ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا ))[الأعراف:56] فسروا ذلك بالمعاصي قالوا : لا تفسدوا في الأرض بالمعاصي. و هذا التفسير صحيح يشهد له قوله تعالى : (( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ))[الروم:41] طيب ، هدم البيوت هل هو فساد في الأرض ؟ ليس بالفساد لا تنفي و لا تثبته ، إن هدمها الإنسان ظلماً و عدواناً فهو فساد في الأرض لأنه معصية لا يجوز الإنسان أن يعتدي على بيت أخيه فيهدمه و إن هدمها لإصلاحها فهذا ليس فساداً في الأرض. طيب يقول : (( أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ )) هذه أيضاً بمعنى بل و همزة الاستفهام الذي يراد به الإنكار والنفي (( أم نجعل المتقين )) أي نسير المتقين كالفجار يعني لا يمكن أن نجعل المتقي كالفاجر ، نعم المتقي من ؟ من اتخذ وقاية من عذاب الله بفعل أوامره و اجتناب نواهيه. هذا المتقي و هذا أجمع ما قيل في تعريف المتقي أنه إيش ؟ من اتخذ ، هداية الله .....ذلك اتخذ إيش ؟
الطالب : .....
الشيخ : الظاهر أنك ما أخذت بالك أنك سرحت شوي يعني طلع الفكر صح ،
المتقي من اتخذ وقاية من عذاب الله بفعل أوامره واجتناب نواهيه هذا المتقي ، طيب. (( الفجار )) من الفجار ؟ خلاف المتقين يعني الذين فجروا و خرجوا عن طاعة الله إلى معصية الله ، هنا قابل المتقي بالفاجر و في سورة المطففين قابل الفاجر بالبر فقال : (( كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ ))[المطففين:7] ثم قال : (( كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ ))[المطففين:18]. و منه نأخذ أن التقوى و البر إذا افترقا اجتمعا و إذا اجتمعا افترقا يعني أن البر كلمة إن ذكرت وحدها فهي شاملة للتقوى. و التقوى إن ذكرت فهي شاملة للبر. و إن جمعتا جميعاً فقيل : البر و التقوى صار البر فعل الطاعة و التقوى اجتناب المعصية فقوله تعالى : (( وَ تَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَ التَّقْوَى ))[المائدة:2] يعني على فعل الطاعات و ترك المعاصي ، نعم .
الأول : (( الذين آمنوا )) .
و الثاني : (( كالمفسدين في الأرض )) .
يعني لا يمكن أن نجعل الذين آمنوا و عملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض. و قوله : (( الذين آمنوا )) يعني صدقوا بما يجب التصديق به على وجه القبول و الإذعان يعني تصديقاً مستلزماً للقبول و الإذعان. و قوله : (( و عملوا الصالحات )) أي عملوا الأعمال الصالحات ، و الأعمال الصالحات هي التي اجتمع فيها شيئان :
أولهما : الإخلاص لله عز وجل .
و الثاني : المتابعة لشريعة الله .
فمن عمل عملاً موافقاً للشريعة في ظاهره لكنه يرائي فيه فعمله ليس بصالح ، ما الذي اختل فيها يا بندر ؟
الطالب : .....
الشيخ : الإخلاص لله و الذي عمل عملاً مخلصاً فيه لله يريد به وجه الله لكنه على غير الشريعة هل هو صحيح أو لا ؟
الطالب : غير صحيح .
الشيخ : ليش ؟
الطالب : ....
الشيخ : عدم الموافقة لشريعة الله . طيب إذاً لا بد من أن يكون مخلصاً لله موافقاً لشريعة الله.
و قوله : (( كالمفسدين في الأرض )) (( كالمفسدين )) إذا قال الله : الذين آمنوا و عملوا الصالحات كالمفسدين فالمفسد هو مقابل الذين آمنوا و عملوا الصالحات. فيكون المراد بالمفسدين في الأرض الكفار الذين يعملون السيئات. فكل كافر فهو مفسد في الأرض في مقابل إيش ؟ الذين آمنوا ، و كل عاصٍ فهو مفسد في الأرض في مقابل وعملوا الصالحات. فالشيء يعرف بمقابله. فإذا كان الله قال : الذين آمنوا و عملوا الصالحات كالمفسدين علمنا أن المفسد هو من قابل الذين آمنوا و عملوا الصالحات يعني من كان ضدهم. فالكفار مفسدون في الأرض و أهل المعاصي مفسدون في الأرض و لهذا فسر أهل العلم قوله تعالى : (( وَ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا ))[الأعراف:56] فسروا ذلك بالمعاصي قالوا : لا تفسدوا في الأرض بالمعاصي. و هذا التفسير صحيح يشهد له قوله تعالى : (( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ))[الروم:41] طيب ، هدم البيوت هل هو فساد في الأرض ؟ ليس بالفساد لا تنفي و لا تثبته ، إن هدمها الإنسان ظلماً و عدواناً فهو فساد في الأرض لأنه معصية لا يجوز الإنسان أن يعتدي على بيت أخيه فيهدمه و إن هدمها لإصلاحها فهذا ليس فساداً في الأرض. طيب يقول : (( أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ )) هذه أيضاً بمعنى بل و همزة الاستفهام الذي يراد به الإنكار والنفي (( أم نجعل المتقين )) أي نسير المتقين كالفجار يعني لا يمكن أن نجعل المتقي كالفاجر ، نعم المتقي من ؟ من اتخذ وقاية من عذاب الله بفعل أوامره و اجتناب نواهيه. هذا المتقي و هذا أجمع ما قيل في تعريف المتقي أنه إيش ؟ من اتخذ ، هداية الله .....ذلك اتخذ إيش ؟
الطالب : .....
الشيخ : الظاهر أنك ما أخذت بالك أنك سرحت شوي يعني طلع الفكر صح ،
المتقي من اتخذ وقاية من عذاب الله بفعل أوامره واجتناب نواهيه هذا المتقي ، طيب. (( الفجار )) من الفجار ؟ خلاف المتقين يعني الذين فجروا و خرجوا عن طاعة الله إلى معصية الله ، هنا قابل المتقي بالفاجر و في سورة المطففين قابل الفاجر بالبر فقال : (( كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ ))[المطففين:7] ثم قال : (( كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ ))[المطففين:18]. و منه نأخذ أن التقوى و البر إذا افترقا اجتمعا و إذا اجتمعا افترقا يعني أن البر كلمة إن ذكرت وحدها فهي شاملة للتقوى. و التقوى إن ذكرت فهي شاملة للبر. و إن جمعتا جميعاً فقيل : البر و التقوى صار البر فعل الطاعة و التقوى اجتناب المعصية فقوله تعالى : (( وَ تَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَ التَّقْوَى ))[المائدة:2] يعني على فعل الطاعات و ترك المعاصي ، نعم .