فوائد قول الله تعالى : (( وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار )) . حفظ
قال الله تعالى : (( وَ مَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَ الأَرْضَ وَ مَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ )). من فوائد هذه الآية إثبات خلق السماء و الأرض و أنها حادثة بعد العدم وليس في الكون شيء يكون أزلياً أبدياً أبداً. فالسماوات ليست أزلية بل هي مبتدئة و سوف تفنى و كذلك كل شيء سوف يفنى إلا ما استثنى الله عز و جل و خلقه للبقاء مثل الأرواح فإنها خلقت للبقاء و كذلك ما في الجنة من النعيم و الولدان و الحور و ما أشبهها فما دل الكتاب والسنة على بقائه و أبديته فهو باقٍ أبدي و لكن كل شيء لا يمكن أن يكون أزلياً أي ليس له أول إلا الله عز و جل .
و من فوائد الآية الكريمة : أن الذي خلقها هو الله لقوله : (( و ما خلقنا السماء والأرض )) و هذا كقوله تعالى : (( أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ )) يتحداهم هل هم الذين خلقوا السماوات و الأرض .
و من فوائدها : أن الله تعالى خلقها لحكمة عظيمة ليس فيها سفه لقوله : (( باطلاً )) فإن نفي خلقها باطلاً يستلزم أنه خلقت لحكمة عظيمة بالغة و هو كذلك و هذا فرد من أفراد مخلوقات الله عز و جل فإن الله تعالى لم يخلق شيئاً عبثاً و لم يشرع شيئاً عبثاً بل كل ما خلقه و شرعه و دبره فهو لحكمة عظيمة أحياناً نعرفها و أحياناً لا نعرفها .
و من فوائد الآية الكريمة : إثبات الحكمة في أفعال الله لقوله : (( وَ مَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَ الأَرْضَ وَ مَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا )) إذا لو انتفت الحكمة لأمكن أن تخلق السماء و الأرض باطلاً .
و من فوائد الآية الكريمة : أنه لا يظن أحدٌ أن الله خلق السماء و الأرض باطلاً إلا الكافر لقوله : (( ذلك ظن الذين كفروا )) .
و من فوائدها : أن من ظن ذلك فهو كافر و الفرق بين الفائدتين : أن الفائدة الأولى يكون الكفر سابقاً على هذا الظن فيكون الكفر سبباً لهذا الظن . و أما الفائدة الثانية فهي أن هذا الظن سابق على الكفر فيكون هذا الظن سبباً للكفر. واضح يا هداية الله ، طيب إذاً لا يظن أحد أن الله خلق السماوات و الأرض باطلاً إلا كفار. إذا ظن أحد أن الله خلق ذلك باطلاً صار كافراً .
و من فوائد الآية الكريمة : إثبات الوعيد للكفار في قوله : (( فويل للذين كفروا من النار )) و أنهم سيدخلون النار و هم أيضاً مخلدون فيها أبداً كما ذكر الله ذلك في ثلاث آيات من كتاب الله في سورة النساء في قوله تعالى : (( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ ظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَ لا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا * إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا )) و في سورة الأحزاب (( إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَ أَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا )) و في سورة الجن (( وَ مَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا )). و بعد هذه الأيات الثلاث لا ينبغي أن يلحقنا الشك في أبدية النار و إن قاله من قاله من الناس لأن هذا كلام الله و هو خبر. و الخبر لا يمكن أن يكذب و لا يمكن أن يلحقه نسخ ، الخبر في كتاب الله لا يمكن أن يكذب و لا يمكن أن يحلقه النسخ. فلا عبرة بقول من قال : إن النار لا تؤبد بل قوله مردود باطل ، مردود بدلالة القرآن الصريحة .