فوائد قول الله تعالى : (( أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار )) . حفظ
و من فوائد الآيات كلها : أن من جملة الحكم التي هي من صفات الله عز و جل أنه لا يمكن أن يجعل المؤمن العامل للصالحات كالمفسد في الأرض لأن ذلك ينافي الحكمة منافاة بالغة لا يستوي المؤمنون و الكفار كما لا يستوي الأعمى و البصير قال الله تعالى : (( مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَ الأَصَمِّ وَ الْبَصِيرِ وَ السَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ))[هود:24].
و من فوائد الآية الكريمة (( أم نجعل الذين آمنوا و عملوا الصالحات )) : أن الإيمان و العمل الصالح سبب لصلاح الأرض و هذا يؤيده آيات كثيرة مثل قوله تعالى : (( وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَ الأَرْضِ وَ لَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ )).
و من فوائدها أيضاً : أن المعاصي سبب للفساد في الأرض لأنه قابل هذا بالإيمان و العمل الصالح و يشهد لهذا قوله تعالى : (( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ )) فكل فساد يحدث في الأرض من جدب و فقر و مرض و فساد ثمار و غير ذلك فإنه بسبب المعاصي (( بما كسبت أيدي الناس )) .
و من فوائدها أيضاً : أن الله لا يمكن أن يجعل المتقين كالفجار في مآلهم فالمتقي في جنات النعيم و الفجار في عذاب الجحيم (( أم نجعل المتقين كالفجار )) يعني لا يمكن أن نجعل المتقي كالفاجر في مآله لأن المتقي مآله الجنة و الفاجر مآله النار .