التعليق على تفسير الجلالين : (( كتاب )) خبر مبتدأ محذوف أي هذا (( أنزلناه إليك مبارك ليدبروا )) أصله ليتدبروا أدغمت التاء في الدال (( ءاياته )) ينظروا في معانيها فيؤمنوا (( وليتذكر )) يتعظ (( أولوا الألباب )) أصحاب العقول . حفظ
قال : (( أنزلناه إليك مبارك )) (( مبارك )) صفة لـ (( كتاب )) و (( أنزلناه )) أيضاً الجملة صفة لـ (( كتاب )) هذا بناء على إعراب المؤلف أن (( كتاب )) خبر لمبتدأ محذوف و يجوز أن يكون (( كتاب )) مبتدأ و (( مبارك )) خبره و جملة أنزلناه صفة لـ (( كتاب )) و سوغ الابتداء به و هو نكرة وصفه لجملة (( أنزلناه )) (( مبارك )) بماذا ؟ بركة القرآن من عدة أوجه :
الوجه الأول : في الثواب الحاصل بتلاوته فإن من قرأ حرفاً منه فله بكل حرف عشر حسنات و هذه بركة عظيمة.
و ثانياً : مبارك من حيث الأثر المترتب على تلاوته سواء كان عاماً أم خاصاً. فالخاص ما يحصل للإنسان بتلاوة القرآن من إشراح الصدر و نور القلب و طمأنينته كما هو مجرب لمن قرأ القرآن بتدبر ، و أما العام فإن الله تعالى فتح بهذا القرآن مشارق الأرض و مغاربها فإن المسلمين لما كانوا متمسكين بهذا الكتاب سادوا العالم كله و لا شك أن هذا من البركة بهذا القرآن .
ثالثاً : ما يحصل بهذا القرآن من اجتماع الكلمة و حفظ اللغة الأصيلة للقوم الذين نزل بلغتهم. فإن من المعلوم أن الناس إذا كانوا على لغة واحدة صاروا إلى الاجتماع أقرب و إذا تفرقت لغاتهم صاروا إلى التفرق أقرب لأن إذا اتفقت لغتهم استطاعوا أن يتفاهموا فيما بينهم و أن يعرف بعضهم ما عند بعض و إذا اختلفت اللغات لم تحصل هذه الفائدة فهذا من بركة القرآن الكريم ، و له أوجه أخرى ربما لا نستطيع أن نستوعبها في هذا المكان لكنها ظاهرة من تأملها .
و قوله : (( لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ )) هذه متعلقة بـ (( أنزلناه )) يعني أنزلناه ليدبروا آياته و التدبر معناه تكرار اللفظ على القلب دبراً بعد دبر حتى يتضح المعنى يعني هو عبارة عن التأمل في معاني القرآن و ترديد هذا التأمل حتى يتضح ما فيه من المعنى ، و أصل هذه الكلمة (( ليدبروا )) أصلها ليتدبروا فأدغمت التاء في الدال ليتدبروا إذا أدغمنا التاء في الدال جعلنا التاء دالاً فصارت (( ليدبروا آياته )) و قوله : (( آياته )) جمع آية و الآية هي ما تنتهي بفاصلة و من حفظ الله لهذا القرآن أن آياته محفوظة مرقمة أو محجوز بعضها عن بعض إلى يومنا هذا. و الآيات هي العلامات ، علامات على أي شيء ؟ علامات على أن هذا القرآن من عند الله عز و جل بما تحويه من اللفظ و المعنى و لهذا كانت الآية الواحدة معجزة للبشر بل معجزة للخلق كلهم لأنها آية من آيات الله فقال : " لينظروا في معانيها فيؤمنوا " هذه حكمة من حكم إنزال القرآن أن يتدبر الإنسان في الآيات ، الثانية قال : (( وَ لِيَتَذَكَّرَ )) يتعظ (( أُوْلُوا الأَلْبَابِ )) أصحاب العقول. هذه الفائدة الثانية لكن جعل التذكر بعد التدبر لأنه لا يمكن أن يتعظ الإنسان بالشيء إلا إذا عرف المعنى الذي يتضمنه فتدبر أولاً ثم تذكر ثانياً ،
فأولاً : أن يقرأ الإنسان القرآن .
المرحلة الثانية : أن يتدبره لفهم معانية .
المرحلة الثالثة : أن يتعظ به ، و الاتعاظ بالقرآن هو التأثر به ، التأثر في القلب و التأثر في الجوارح فالتأثر بالقلب إخلاص العبد لله و إنابته إليه و توكله عليه و ما أشبه ذلك من أعمال القلوب. و بالجوارح القيام بطاعة الله بالجوارح الظاهرة مثل الطهارة و الصلاة و الزكاة و الصوم و غير ذلك. إذاً الفائدة من إنزال هذا القرآن المبارك تتركز على شيئين هما : التدبر و الاتعاظ . (( و ليتذكر أولوا الألباب )) (( أولوا )) بمعنى أصحاب و هي ملحقة بجمع المذكر السالم لأنه ليس لها مفرد من لفظها بل لها مفرد من معناها ، إذا قلنا : معناها أصحاب صارت مفردها من المعنى صاحب فأولوا جمع صاحب باعتبار المعنى و لهذا نقول : إنها ملحقة بجمع المذكر السالم لأنه لا مفرد لها و جمع المذكر السالم هو ما سلم فيه بناء المفرد فإذا لم يكن لها مفرد لم يكن جمعاً فيلحق به.
و قوله : (( أولوا الألباب )) يعني أصحاب العقول لأن صاحب العقل هو الذي يتعظ أما من لا عقل له فإن لا ينتفع بذلك. طيب العقول هي عقول الرشد و ليست عقول الإدراك لأن العقل عقلان : عقل إدراك و عقل رشد فعقل الإدراك هو ما يتعلق به التكليف، و عقل الرشد ما يكون بحسن التصرف ، فالكفار مثلاً لهم عقول لكن عقول إيش ؟ عقول إدراك لأن هذا هو الذي يتعلق به التكليف. و ليس لهم عقول يعني ليس عقول رشد لأنهم لم يحسنوا التصرف و كل من لا يحسن التصرف فإنه يصح أن ينفى عنه العقل قال الله تعالى : (( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَ تَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَ أَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ ))[البقرة:44]. و نحن فيما بيننا إذا وجدنا شخصاً يسيء التصرف قلنا : هذا غير عاقل. و إن كان عاقلاً من حيث الإدراك لكنه ليس عاقلاً من حيث التصرف. و العقل الذي يمدح هو عقل الرشد أما عقل الإدراك فهذا يحصل لكل أحد حتى للكفار و الفجار. و قوله : (( ألباب )) جمع لب و لب كل شيء المقصود منه ، هذا لب الشيء و المقصود منه فالحبة مثلاً لبها ما كان بداخلها المخ الذي بداخلها هو اللب و ما فوقه فهو قشور ، البيضة الذي في داخلها هو اللب و ما فوقه قشور .
الوجه الأول : في الثواب الحاصل بتلاوته فإن من قرأ حرفاً منه فله بكل حرف عشر حسنات و هذه بركة عظيمة.
و ثانياً : مبارك من حيث الأثر المترتب على تلاوته سواء كان عاماً أم خاصاً. فالخاص ما يحصل للإنسان بتلاوة القرآن من إشراح الصدر و نور القلب و طمأنينته كما هو مجرب لمن قرأ القرآن بتدبر ، و أما العام فإن الله تعالى فتح بهذا القرآن مشارق الأرض و مغاربها فإن المسلمين لما كانوا متمسكين بهذا الكتاب سادوا العالم كله و لا شك أن هذا من البركة بهذا القرآن .
ثالثاً : ما يحصل بهذا القرآن من اجتماع الكلمة و حفظ اللغة الأصيلة للقوم الذين نزل بلغتهم. فإن من المعلوم أن الناس إذا كانوا على لغة واحدة صاروا إلى الاجتماع أقرب و إذا تفرقت لغاتهم صاروا إلى التفرق أقرب لأن إذا اتفقت لغتهم استطاعوا أن يتفاهموا فيما بينهم و أن يعرف بعضهم ما عند بعض و إذا اختلفت اللغات لم تحصل هذه الفائدة فهذا من بركة القرآن الكريم ، و له أوجه أخرى ربما لا نستطيع أن نستوعبها في هذا المكان لكنها ظاهرة من تأملها .
و قوله : (( لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ )) هذه متعلقة بـ (( أنزلناه )) يعني أنزلناه ليدبروا آياته و التدبر معناه تكرار اللفظ على القلب دبراً بعد دبر حتى يتضح المعنى يعني هو عبارة عن التأمل في معاني القرآن و ترديد هذا التأمل حتى يتضح ما فيه من المعنى ، و أصل هذه الكلمة (( ليدبروا )) أصلها ليتدبروا فأدغمت التاء في الدال ليتدبروا إذا أدغمنا التاء في الدال جعلنا التاء دالاً فصارت (( ليدبروا آياته )) و قوله : (( آياته )) جمع آية و الآية هي ما تنتهي بفاصلة و من حفظ الله لهذا القرآن أن آياته محفوظة مرقمة أو محجوز بعضها عن بعض إلى يومنا هذا. و الآيات هي العلامات ، علامات على أي شيء ؟ علامات على أن هذا القرآن من عند الله عز و جل بما تحويه من اللفظ و المعنى و لهذا كانت الآية الواحدة معجزة للبشر بل معجزة للخلق كلهم لأنها آية من آيات الله فقال : " لينظروا في معانيها فيؤمنوا " هذه حكمة من حكم إنزال القرآن أن يتدبر الإنسان في الآيات ، الثانية قال : (( وَ لِيَتَذَكَّرَ )) يتعظ (( أُوْلُوا الأَلْبَابِ )) أصحاب العقول. هذه الفائدة الثانية لكن جعل التذكر بعد التدبر لأنه لا يمكن أن يتعظ الإنسان بالشيء إلا إذا عرف المعنى الذي يتضمنه فتدبر أولاً ثم تذكر ثانياً ،
فأولاً : أن يقرأ الإنسان القرآن .
المرحلة الثانية : أن يتدبره لفهم معانية .
المرحلة الثالثة : أن يتعظ به ، و الاتعاظ بالقرآن هو التأثر به ، التأثر في القلب و التأثر في الجوارح فالتأثر بالقلب إخلاص العبد لله و إنابته إليه و توكله عليه و ما أشبه ذلك من أعمال القلوب. و بالجوارح القيام بطاعة الله بالجوارح الظاهرة مثل الطهارة و الصلاة و الزكاة و الصوم و غير ذلك. إذاً الفائدة من إنزال هذا القرآن المبارك تتركز على شيئين هما : التدبر و الاتعاظ . (( و ليتذكر أولوا الألباب )) (( أولوا )) بمعنى أصحاب و هي ملحقة بجمع المذكر السالم لأنه ليس لها مفرد من لفظها بل لها مفرد من معناها ، إذا قلنا : معناها أصحاب صارت مفردها من المعنى صاحب فأولوا جمع صاحب باعتبار المعنى و لهذا نقول : إنها ملحقة بجمع المذكر السالم لأنه لا مفرد لها و جمع المذكر السالم هو ما سلم فيه بناء المفرد فإذا لم يكن لها مفرد لم يكن جمعاً فيلحق به.
و قوله : (( أولوا الألباب )) يعني أصحاب العقول لأن صاحب العقل هو الذي يتعظ أما من لا عقل له فإن لا ينتفع بذلك. طيب العقول هي عقول الرشد و ليست عقول الإدراك لأن العقل عقلان : عقل إدراك و عقل رشد فعقل الإدراك هو ما يتعلق به التكليف، و عقل الرشد ما يكون بحسن التصرف ، فالكفار مثلاً لهم عقول لكن عقول إيش ؟ عقول إدراك لأن هذا هو الذي يتعلق به التكليف. و ليس لهم عقول يعني ليس عقول رشد لأنهم لم يحسنوا التصرف و كل من لا يحسن التصرف فإنه يصح أن ينفى عنه العقل قال الله تعالى : (( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَ تَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَ أَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ ))[البقرة:44]. و نحن فيما بيننا إذا وجدنا شخصاً يسيء التصرف قلنا : هذا غير عاقل. و إن كان عاقلاً من حيث الإدراك لكنه ليس عاقلاً من حيث التصرف. و العقل الذي يمدح هو عقل الرشد أما عقل الإدراك فهذا يحصل لكل أحد حتى للكفار و الفجار. و قوله : (( ألباب )) جمع لب و لب كل شيء المقصود منه ، هذا لب الشيء و المقصود منه فالحبة مثلاً لبها ما كان بداخلها المخ الذي بداخلها هو اللب و ما فوقه فهو قشور ، البيضة الذي في داخلها هو اللب و ما فوقه قشور .