التعليق على تفسير الجلالين : (( ووهبنا لداود سليمان )) ابنه (( نعم العبد )) أي سليمان (( إنه أواب )) رجاع في التسبيح والذكر في جميع الأوقات . حفظ
سليمان ابنه ، من أين عرف المؤلف أنه ابنه ؟ ألا يجوز أن يكون المراد (( وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ )) يعني خادمه ؟ فالجواب لا لأن الله سبحانه و تعالى سمى الأولاد هبة في قوله : (( لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ )) يعني يصنفهم ((ذُكْرَانًا وَ إِنَاثًا وَ يَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا )) قال : ((نِعْمَ الْعَبْدُ )) أي سليمان و الجملة إنشاء للمدح والثناء يعني أنه يؤتى بها للمدح والثناء وعلى نقيضها بئس فإنها كلمة لإنشاء الذم. و قوله : (( نعم العبد )) المعروف أن نعم و بئس تحتاج إلى فاعل و مخصوص بالمدح في نعم و الذم في بئس فأين (( نعم العبد )) ((العبد )) موجود و هو الفاعل يعني (( نعم )) فعل ماضي و العبد فاعل لكن أين مخصوص ؟ المخصوص إما الضمير المستتر و لا نقول : مستتر أيضاً الضمير محذوف لأنه لا يمكن نقول : مستتر و الفاعل اسم ظاهر ، العبد لكن نقول إنه محذوف تقديره هو أو تقديره سليمان يعني إما أن نقدره اسماً ظاهراً أو ضميراً ، (( نعم العبد )) ((إنه أواب )) ((إنه)) هذا سبب هذا الثناء من الله عز وجل على سليمان ((إنه)) أي سليمان ((أواب)) أي رجاع إلى الله عز و جل سواء كان ذلك بترجيع الصوت بالذكر أو بالرجوع إلى طاعة الله عز و جل و الظاهر أن الآية شاملة للمعنيين أنه أواب رجاع إلى طاعة الله و أواب رجاع بالتسبيح أي يرجع الصوت به و يردده. يقول هنا المؤلف رجاع بالتسبيح و الذكر في جميع الأوقات و لكن الصحيح أنه أعم مما قال المؤلف أنه رجاع بالتسبيح والذكر وكذلك رجاع إلى الله بالتوبة والطاعة.