التعليق على تفسير الجلالين : (( ولقد فتنا سليمان )) ابتليناه بسلب ملكه وذلك لتزوجه بامرأة هواها وكانت تعبد الصنم في داره من غير علمه ، وكان ملكه في خاتمه فنزعه مرة عند إرادة الخلاء ووضعه عند امرأته المسماة بالأمينة على عادته فجاءها جني في صورة سليمان فأخذه منها (( وألقينا على كرسيه جسدا )) هو ذلك الجني وهو ( صخر ) أو غيره : جلس على كرسي سليمان وعكفت عليه الطير وغيرها فخرج سليمان في غير هيئته فرآه على كرسيه وقال للناس : أنا سليمان فأنكروه (( ثم أناب )) رجع سليمان إلى ملكه بعد أيام بأن وصل إلى الخاتم فلبسه وجلس على كرسيه . حفظ
الشيخ : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تعالى : (( ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب )) هذه الجمل كما هو معروف مؤكدة بثلاثة مؤكدات و هي القسم المقدر و اللام المؤكدة للقسم و يسمونها مؤطئة للقسم و الثالث قد. و لقد فتنا سليمان أي اختبرناه و الضمير في فتنا يعود على الرب عز وجل و جاء بضمير الجمع تعظيما لا تعديلا لأن الله سبحانه وتعالى واحد لكن تارة يعبر عن نفسه بلفظ الإفراد و تارة يعبر عن نفسه بلفظ الجمع. يقول سليمان هو ابن داوود و لم يبين الله سبحانه هذه الفتنة لا عينها و لا نوعها و لهذا ينبغي لنا أن نبهم ما أبهمه الله و نجمل ما أجمله و نعلم أنه لو كان هناك فائدة لنا في تعيين ما أبهمه لذكره لأن الله تعالى يقول : (( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء )). فكل شيء فيه مصلحة فلا بد أن يبينه الله عز وجل. و لهذا نقول هذه الفتنة لو سألنا سائل ما نوعها و ما عينها قلنا الله أعلم لأن الله تعالى لم يبينها لنا و لم ترد في خبر معصوم فوجب علينا أن نسكت. أما ما ذكر في هذا الموضع من الإسرائيليات فإنها إسرائيليات كاذبة لا تليق بمقام النبوة لكن الإسرائيليون أتوا بها لأنهم لا يعتقدون أن داوود و سليمان رسولان يعتقدون أنهما ملكان و الملك يجوز عليه كل شيء .