التعليق على تفسير الجلالين : (( فسخرنا له الريح تجرى بأمره رخاء )) لينة (( حيث أصاب )) أراد . حفظ
قال الله تعالى )( فسخرنا له الريح )) الفاء للسببية من وجه و للتعقيب من وجه آخر، أي فبسبب دعائه و فور دعائه ليش قدرناها بسبب؟ لأن الفاء للسببية. فور دعائه لأنها للتعقيب. يعني فلما دعا استجاب الله له ))فسخرنا له الريح(( يعني ذللناها له و الريح الهواء. يقول(( تجري بأمره رخاء حيث أصاب)) تجري أي تسير. ((بأمره)) أي على و فق أمره. رخاء أي لينة حيث أصاب يعني حيث أراد. و حيث ظرف متعلقة بقوله تجري يعني تجري إلى الجهة التي أرادها رخاء يعني لينة في سيرها و هبوبها لينة في طاعتها ما تستعصي لو كانت الريح جنوبا الآن مثلا و هو ييد أن يهذب إلى الجنوب يأمرها أن تهب شمال فتهب شمالا و يمشي عليها. نعم تجري بأمره حتى لو كان الاتجاه السائد للريح جنوبا وأمرها أن تكون شرقا اتجهت شرقا تكون شمالا اتجهت شمالا تمشي حيث أراد. و قوله عز وجل ((تجري بأمره رخاء)) قد يقول قائل ما الجمع بين قول رخاء و قوله في آية أخر ((و لسليمان الريح عاصفة)) تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين و الجواب أن الجمع بينهما سهل فهي رخاء يعني ليس بها زعزعة وهي عاصفة سريعة فالمراد بالعصف في قوله عاصفة يعني أنها سريعة ليست بطيئة لأن غدوها شهر و رواحها شهر يعني تمشي في الصباح و لا يأتي زوال الشمس إلا و قد قطعت مسافة شهر و بعد الزوال تمشي و لا يأتي الغروب إلا و قد قطعت مسافة شهر و كيف ذلك؟ يعني هل تطير به نفسه ؟لا قال أهل العلم أنه يضع شيئا كالبساط يضعه على الأرض و يجلس هو وحاشيته على هذا البساط ثم يأمر الريح فتحمله فيطير بين السماء و الأرض و مع ذلك هو رخاء. و كان المتبادر أن مثل هذا الطيران يزعج الراكبين على هذا البساك و لكن الله تعالى جعلها رخاء رخية كأنها لا تسير كأنهم لا يطيرون فليس فيه إزعاج و هذا من آيات الله قال ((حيث أصاب)) أي حيث...