تتمة تفسير قول الله تعالى : (( فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب )) . حفظ
قال الله عز وجل : (( تجري بأمره رخاء )). قد يقول قائل : ما الجمع بين قوله : رخاء و قوله في آية أخرى :(( ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين )) ؟ و الجواب أن الجمع بينهما سهل. فهي رخاء يعني ليس فيها زعزعة و هي عاصفة سريعة. فالمراد بالعصف في قوله عاصفة أي أنها سريعة ليست بالبطيئة لأن غدوها شهر و رواحها شهر. يعني تمشي في الصباح و لا يأتي زوال الشمس إلا و قد قطعت مسافة شهر و بعد الزوال تمشي و لا يأتي الغروب إلا و قد قطعت مسافة شهر. و كيف ذلك؟ يعني هل تطير به نفسه ؟ لا قال أهل العلم أنه يضع شيئا كالبساط يضعه على الأرض و يجلس هو و حاشيته على هذا البساط ثم يأمر الريح فتحمله فيطير بين السماء و الأرض. و مع ذلك هو رخاء و كان المتبادر أن مثل هذا الطيران يزعج الراكبين على هذا البساط و لكن الله تعالى جعلها رخاء رخية كأنها لا تسير كأنهم لا يطيرون فليس فيه إزعاج. و هذا من آيات الله. قال ((حيث أصاب)) أي حيث أراد يعني إلى الصوب الذي يريده أي جهة هذا واحد و هذا لم يحصل لغيره فيما نعلم ما حصل لرسول لا ملك من الملوك أنه يأمر الريح فتسير حيث أراد.