التعليق على تفسير الجلالين : (( والشياطين كل بناء )) يبني الأبنية (( وغواص )) في البحر يستخرج اللؤلؤ (( وءاخرين )) منهم (( مقرنين )) مشدودين (( في الأصفاد )) القيود بجمع أيديهم إلى أعناقهم . حفظ
سخر له ((كل بناء)) يبني الأبنية العجيبة و ((غواص)) في البخر يستخرج اللؤلؤ و آخرين منهم ((مقرنين)) مشدودين في ((الأصفاد)) القيود بجمع أيديهم إلى أعناقهم إلى آخره. سخر الله له الشياطين ذللها له تمتثل لأمره و قد صنفهم و رتبهم حسب قدراتهم و اختصاصاتهم: منهم من يبنين له البنايات الشامخة العجيبة (( يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات )). هذا قسم و قسم آخر ((غواص)) يغوصون في البحار يأتون له بأنواع اللؤلؤ و المرجان و الدرر و غيرها. كل ما يريد. يغوصون و يأتون له ما يريد. فيه قوم مردة من الشياطين يؤذون الناس و ربما يتمردون عليه فيعصونه، هؤلاء يقرنهم في الأصفاد يشد أيديهم إلى أعناقهم و يحبسهم في الأصفاد. قد يقول قائل هل هذا من التسخير؟ نقول نعم هذا من التسخير أن الله جعل له سلطة عليهم. فالله تعال جعلهم يعصونه و يتمردون عليه أو يؤذون من في مملكته من أجل أن يعمل بهم هذا العذاب حتى يتبين بذلك كمال سلطانه على هؤلاء الشياطين. لأنه لا يعرف تمام السلطان إلا بمثل هذه الأشياء، يعني إلا بإنزال العقوبات على المتمردين أما إذا كان السلطان رخيا يداهن في المتمردين فإن هذا يدل على ضعف السلطان و أن ليس عنده قدرة على تدبير مملكته. فسليمان جعل الله تعالى هؤلاء يتمردون عليه أن يؤذون من في مملكته لأجل أن ينزل بهم بطشه و يعرف أنه قوي و ذو سلطة و سيطرة على هؤلاء الجن و آخرين مقرنين في الأصفاد.