التعليق على تفسير الجلالين : وقلنا له : (( هذا عطآؤنا فامنن )) أعط منه من شئت (( أو أمسك )) عن الإعطاء (( بغير حساب )) أي لا حساب عليك في ذلك . حفظ
((هذا عطاؤنا فامنن)) أعط منه من شئت أو أمسك عن الإعطاء بغير حساب، أي لا حساب عليك في ذلك. أعطاه الله هذا الملك و قال له أنت بالخيار: امنن على من شئت و أمسك المنة عمن شئت و لا حساب عليك في ذلك. و هذا من التخيير المطلق في التصرف و سيأتينا إن شاء الله تعالى في الفوائد أن التخيير قد يكون مطلقا و قد يكون مقيدا في بعض الأشياء. ففي اختيار الكفارة مثلا تخيير لكن مطلق أو مقيد ؟ مقيد بين أشياء معينة. و هناك تقييد مطلق يقول افعل ما شئت و اترك ما شئت. هذا التخيير المطلق هو الذي حصل لسليمان عليه الصلاة والسلام. ثم قال : (( وإن له عندنا لزلفى وحسن مئاب )) لما ذكر الله ما من عليه في الدنيا ذكر ما من عليه في الآخرة. و هو أن له عند الله مرتبة عالية ((زلفى)) قريبة من الله و ((حسن مئاب)) أي حسن مرجع لأن مرجعه إلى الجنة التي فيها ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر. طيب هنا و ((إن له عندنا لزلفى)) ذكرنا فيما سبق أن العندية المضافة إلى الله تنقسم إلى عندية الصفة و عندية القرب مثل هذه الآية ، عندية الصفة مثل قوله تعالى : (( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو )). فإن هذه عندية صفة ، أما عندية القرب فتكون منفصلة عن الله يكون الشيء عند الله أي قريب منه. و قول(( لزلفى وحسن مئاب)) الزلفى أي القربى لأن أعلى مراتب الخلق هم الأنبياء (( وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ))[النساء:69] نعم .