فوائد قول الله تعالى : (( ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب )) . حفظ
قال الله تعالى : (( ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب )) .
من فوائد هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى قد يختبر عباده المصطفين عنده بما شاء من اختبار. و ينبغي كما قلنا في التفسير أن نبهم ما أبهمه الله و ألا نبحث عنه بالتكلف الذي يفعله بعض الناس.
و من فوائدها أن لسليمان كرسيا يجلس عليه كما يجلس الملوك لأن الله جمع له بين النبوة و الملك.
و من فوائدها أن الإنسان قد يسلب بعض النعم إما جزاء على عمل عمله و استحق عليه أن يسلب بعض النعم ، و إما من أجل أن يترقى إلى درجة الصابرين لأن الصبر درجة عالية لا ينال إلا بأسباب الصبر. فمثلا الصبر ثلاثة أقسام على طاعة الله و عن معصيته و على أقداره : أما الصبر على الطاعة و عن المعصية فهي باختيار الإنسان ، و أما على أقدار الله فالأقدار بغير اختياره فقد يبتلي الله العبد بأقدار تحتاج إلى صبر و مصابرة من أجل أن يستكمل مراتب الصبر و منه إلقاء الجسد على كرسي سليمان.
و من فوائد هذه الآية أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لابد أن يرجعوا إلى الله و ينتبهوا لقوله ثم أناب بخلاف غيرهم فإنهم قد يبتلون بالذنوب و لا يرجعوا منها . و هذا هو الفرق بين الأنبياء و غيرهم أن الأنبياء معصومون من الاستمرار في المعاصي و أما غيرهم فلا. هذا الفرق: ما هو الفرق ؟ فإن الإنسان قد يعصي و لا يوفق للتوبة منها.
و من فوائد هذه الآية أن مسلوب التصرف و السلطة كأنه جسد بلا روح ، لقوله و ألقينا على كرسيه جسدا و هذا على أحد الأقوال الأربعة التي ذكرناها.