فوائد قول الله تعالى : (( فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب )) . حفظ
ثم قال الله تعالى : (( فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب )) إلى آخره.
من فوائدها بيان قدرة الله عز وجل وتمام سلطانه حيث سخر الريح و ذللها .
و من فوائدها عموم سلطان الله على الجماد و الحي و غير ذلك لأنه أمر الريح و الريح جماد فامتثلت.
و من فوائدها أن الله تعالى قد يسخر شيئا من الكون بعبد من عباده كما سخر الريح لسليمان فإنه من الجائز أن يسخرها لغيره إذا دعي .
و من فوائد هذه الآية أن الرياح لها شعور و اختيار لقوله ((تجري بأمره)) لأنه إذا كان يأمرها و تشعر بالأمر ثم تمتثل فهو دليل على أن لها شعورا و لها إرادة. و هكذا كل شيء في الكون له شعور و له إرادة بحسب ما يليق به لقول الله تعالى : (( تسبح له السماوات السبع و الأرض و من فيهن )) و لا تسبيح إلا بإرادة و لا تسبيح إلا بشعور بعظمة المسبح. و من هنا نرد على من قالوا إن المراد بقوله تعالى ((جدارا يريد أن ينقض)) أنه مجاز لأننا نقول لهم ما الذي يمنع من إرادة الجدار ،الجدار له إرادة لكنها ليست كإرادة البشر أو إرادة الحيوان المتحرك الذي يتحرك بالإرادة له إرادة و هو ساكن لا يترك.
و من فوائد هذه الآية أن هذه الريح مسخرة تجري بسهولة و لين ليس بعصف مقلق كما هي عادة الرياح فكما تعرفون مقلقة لكن هذه غير مقلقة رخاء لينة سهلة كأنما هم على سطح.
و من فوائد هذه الآية أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه لأن كثيرا من المفسرين جعلوا تسخير الريح لسليمان تنقله حيث شاء عوضا عن الخيل التي أتلفها غضبا لله عز وجل حينما ألهته عن ذكر الله. و هذا قد يكون حقيقة أن هذا الذي أعطاه الله من الريح كان جزاء له على فعله بالخيل. و لا شك أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه. و هذا يقع كثيرا في مسائل عديدة. و إذا أردت أن تطبق هذا على نفسك فجرب.
و من فوائد هذه الآية أن هذه الريح تتجه حيث أراد سليمان و لو كانت في الأصل على وجه آخر أي بمعنى إذا كانت الريح جنوبية و أراد هو أن يذهب إلى الجنوب فإنه يأمرها أن تكون شمالية لتحمله إلى الجنوب لو أمرها أن تكون جنوبية ردته إلى الشمال.