فوائد قول الله تعالى : (( هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب * وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب )) . حفظ
و من فوائد هذه الآيات في قصة سليمان أن الله تعالى أباح لسليمان العطاء و الإمساك كما يشاء بدون أن يحاسبه عليه. ولكننا نعلم أن سليمان لن يتجرأ على الإعطاء في معصية الله و لا عن الإمساك عما أوجب الله لأنه نبي من الأنبياء لا يقر على خطأ. فتكون الإباحة هنا في الأشياء التي يباح له فعلها أو التقوى و يكون هذا من باب التوسعة الصريحة له بأن يمسك أو يعطي .
و من فوائد هذه الآيات أن الله لما ذكر ما أنعم عليهم في هذه الدنيا و كان الواهم قد يتوهم أن ذلك ينقص من ثوابه في الآخرة بين أن ثوابه في الآخرة لا ينقص بهذا العطاء الذي أعطيه في الدنيا فقال: (( وإن له عندنا لزلفى وحسن مئاب )).
و من فوائد الآية هذه الأخيرة أن الناس يختلفون في القرب من الله في قوله : (( وإن له عندنا لزلفى )) أقربهم إلى الله يوم القيامة أقربهم منه عبادة في الدنيا فكلما كان الإنسان في الدنيا أقوم في طاعة الله و أقرب إلى الله كان في الآخرة كذلك. لأن الجزاء من جنس العمل. أليس كذلك ؟ ما ذا الذي قلت ؟
الطالب : لجزاء من جنس العمل.
الشيخ : و قبلها ؟
الطالب : الذي هو قريب إلى الله في الدنيا بالعبادة من باب أولى ان يكون قريبا منه في الثواب يوم القيمة.
الشيخ : و من فوائد الآية الكريمة أنه ينبغي للإنسان أن ينظر إلى مآبه و مآله هل هو حسن أو سيء حتى إن كان سيئا سعى في إصلاحه وإن كان حسنا حمد الله و ازداد من فضل الله.