التعليق على تفسير الجلالين : (( واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني )) أي بأني (( مسني الشيطان بنصب )) بضر (( وعذاب )) ألم ، ونسب ذلك إلى الشيطان وإن كانت الأشياء كلها من الله تأدبا معه تعالى . حفظ
(( إذ نادى ربه أني )) أي بأني مسني الشيطان قدر المؤلف الباء هنا لأن همزة أن مفتوحة. و القاعدة أن همزة أن تكون مكسورة إذا جاءت بعد القول كقوله تعالى : (( قال إني عبد الله )) لكنها هنا مفتوحة فقدر المؤلف باء لأننا إذا قدرنا الباء صارت تثبت هي و ما بعدها مصدر وإذا سبكت أن و ما بعدها المصدر كانت مفتوحة الهمزة كما قال ابن مالك رحمه الله في الألفية:
" و همزة إن نفتح لسد مصدر مسدها وفي سوى ذاك اكسر "
(( إذ نادى ربه أني )) أي ب(( أني مسني الشيطان بنصب وعذاب. مسني )) يعني أصابني (( والشيطان )) هو شيطان الجن (( بنصب )) ضر(( وعذاب )) ألم. و كان الشيطان قد أذاه و لكن هل هو إيذاء نفسي بأن ألقى في قلبه الوساوس التي أنهكت بدنه أو أنه إيذاء حسي كما قال بعضهم إن الشيطان نفث في جسده حتى أصبح جسده كله جدري يعني حبوبا ضارة. فالله أعلم يحتمل هذا. و هذا النصب يعني الضرر والعذاب يعني الألم لما نادى الله عز وجل و تضرع إليه و علم أنه لا ملجأ من الله إلا إليه حينئذ جاءه الفرج فقيل له (( اركض اضرب برجلك )). و هذا الأمر من الله عز وجل المؤلف يقول ونسب ذلك إلى الشيطان و إن كانت الأشياء كلها من الله تأدبا معه تعالى. نسب ذلك إلى الشيطان لأنه السبب و إلا فالأمر كله بقدر الله. فالله تعالى هو الذي بحكمته سلط عليه الشيطان فالشيطان مباشرة للعلة. لكن تسلطه كان بقضاء الله و قدره. و المؤلف رحمه الله سلك مسلكا غير الذي قلته الآن. فأنا أقول نسبه إلى الشيطان لأنه هو المباشر للعلة و هو سبب بلا شك لكنه سبب مباشر. و في الحقيقة أن الشيطان إنما سلط بقضاء الله و قدره. المؤلف يرى أنه نسب إلى الشيطان تأدبا و إلا فالأصل نسبته إلى الله. فهو كقوله تعالى عن الجن : (( وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا)) فالجن قالوا (( أشر أريد بمن في الأرض )) و المعروف مريد الشر هو الله عز وجل لحكمة أم أراد بهم ربهم رشدا فهم حذفوا الفاعل تأدبا مع الله عز وجل لأن الشر ليس إليه. على كل حال الشيطان هو الذي مس أيوب. و قد علمتم أن مسه إما أن يكون مسا نفسيا أو حسيا .
" و همزة إن نفتح لسد مصدر مسدها وفي سوى ذاك اكسر "
(( إذ نادى ربه أني )) أي ب(( أني مسني الشيطان بنصب وعذاب. مسني )) يعني أصابني (( والشيطان )) هو شيطان الجن (( بنصب )) ضر(( وعذاب )) ألم. و كان الشيطان قد أذاه و لكن هل هو إيذاء نفسي بأن ألقى في قلبه الوساوس التي أنهكت بدنه أو أنه إيذاء حسي كما قال بعضهم إن الشيطان نفث في جسده حتى أصبح جسده كله جدري يعني حبوبا ضارة. فالله أعلم يحتمل هذا. و هذا النصب يعني الضرر والعذاب يعني الألم لما نادى الله عز وجل و تضرع إليه و علم أنه لا ملجأ من الله إلا إليه حينئذ جاءه الفرج فقيل له (( اركض اضرب برجلك )). و هذا الأمر من الله عز وجل المؤلف يقول ونسب ذلك إلى الشيطان و إن كانت الأشياء كلها من الله تأدبا معه تعالى. نسب ذلك إلى الشيطان لأنه السبب و إلا فالأمر كله بقدر الله. فالله تعالى هو الذي بحكمته سلط عليه الشيطان فالشيطان مباشرة للعلة. لكن تسلطه كان بقضاء الله و قدره. و المؤلف رحمه الله سلك مسلكا غير الذي قلته الآن. فأنا أقول نسبه إلى الشيطان لأنه هو المباشر للعلة و هو سبب بلا شك لكنه سبب مباشر. و في الحقيقة أن الشيطان إنما سلط بقضاء الله و قدره. المؤلف يرى أنه نسب إلى الشيطان تأدبا و إلا فالأصل نسبته إلى الله. فهو كقوله تعالى عن الجن : (( وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا)) فالجن قالوا (( أشر أريد بمن في الأرض )) و المعروف مريد الشر هو الله عز وجل لحكمة أم أراد بهم ربهم رشدا فهم حذفوا الفاعل تأدبا مع الله عز وجل لأن الشر ليس إليه. على كل حال الشيطان هو الذي مس أيوب. و قد علمتم أن مسه إما أن يكون مسا نفسيا أو حسيا .