فوائد قول الله تعالى : (( واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب )) . حفظ
نأخذ فوائد الآيات. في هذه الآيات الثناء على أيوب عليه الصلاة والسلام بما ذكر من أوصاف و فيه أيضا الإشادة بمناقبه حيث أمر الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن يذكر عبده أيوب .
و من فوائدها بيان أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لا يملكون لأنفسهم نفعا و لا ضرا لقوله (( إذ نادى ربه أني مسني الشيطان )). و بيان صدق لجوئهم إلى الله في كونهم يفزعون إليه عند الشدائد لقوله (( أني مسني الشيطان بنصب وعذاب )).
و من فوائدها جواز إضافة الأشياء إلى أسبابها لأن الله تعالى أضاف هذا الضر بل لأن أيوب أضاف هذا الضر إلى الشيطان لأنه سببه.
و من فوائد هذه الآيات جواز التوسل إلى الله تعالى بحال العبد لأن أيوب توسل إلى الله بحاله و هو أنه مسه الشيطان بنصب و عذاب. و نظير هذا قول موسى (( رب إني لم أنزلت إلي من خير فقير )) فتوسل إلى الله بذكر حاله و أنه فقير إلى الله سبحانه وتعالى. وهذا أحد أنواع التوسل الجائز و يحسن هنا أن نذكر أو أن نستعيد ذكر هذه الأنواع : فهي :
" أولا التوسل إلى الله بأسمائه
"
ثانيا التوسل إلى الله تعالى بصفاته
" ثالثا التوسل إلى الله تعالى بأفعاله
"
رابعا التوسل إلى الله تعالى بذكر حال الداعي
" خامسا التوسل إلى الله تعالى بدعاء من ترجى إجابته
"
سادسا التوسل إلى الله تعالى بالإيمان
" سابعا التوسل إلى الله تعالى بالعمل الصالح.
كل هذه أنواع من التوسل جائزة. فالتوسل إلى الله بأسمائه مثل أن تقول اللهم يا غفور اغفر لي.
و بصفاته مثل قولك اللهم برحمتك أستغيث، اللهم بعلمك الغيب و قدرتك على الخلق أحيني إذا علمت الحياة خيرا لي.
التوسل إلى الله بأفعاله اللهم صلي على محمد و آل محمد كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم.
التوسل إلى الله تعالى بذكر حال الداعي كما في الآية.
التوسل إلى الله تعالى بدعاء من ترجى إجابته كتوسل الصحابة بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم.
التوسل إلى الله تعالى بالإيمان مثل قوله تعالى : (( ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا ))(( ربنا إننا سمعنا منادي ينادي بالإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا )).
السابع التوسل إلى الله بالعمل الصالح كقصة الثلاثة الذين لجئوا إلى الغار فانطبقت عليهم السخرة فتوسل كل منهم بعمله الصالح.
هذه أنواع التوسل الجائز. أما الممنوع فهو التوسل إلى الله تعالى بما لم يجعله وسيلة لا شرعا و لا قدرا . فإن التوسل إلى الله تعالى بما لم يجعله وسيلة لا شرعا و لا قدرا محرم و هو نوع من الاستهزاء بالله عز وجل.