التعليق على تفسير الجلالين : (( وعندهم قاصرات الطرف )) حابسات العين على أزواجهن (( أتراب )) أسنانهن واحدة : وهي بنات ثلاث وثلاثين سنة . حفظ
((وعندهم قاصرات الطرف)) ((قاصرات الطرف)) قال المؤلف حابسات العين و ((الطرف)) النظر يعني أنهن يقصرن النظر على أزواجهن. هذا معنى من المعاني. المعنى الثاني ((قاصرات الطرف)) لأزواجهن فلا ينظر الأزواج إلى غيرهن. و الفرق بينهما ظاهر و لكن اللفظ صالح للأمرين : فهن قاصرات طرفهن لا ينظرن إلى غير أزواجهن و هن قاصرات طرف أزواجهن فلا ينظر الأزواج إلى غيرهن. نساء الدنيا ليسوا هكذا ، المرأة إذا خرجت السوق تطالع في الرجال و تقارن بين هذا الرجل و بين زوجها و كذلك الرجل إذا خرج إلى السوق فبعض الناس يتطلع إلى النساء و يقارن بين المرأة وبين زوجته. و تجده إذا وجد من النساء من هو أجمل من امرأته انشغل قلبه بها و أعرض عن امرأته و زهد فيها. و هذا من الحكمة العظيمة في وجوب ستر الوجه لكن السفهاء جهال من الحكمة العظيمة أن الرجل إذا لم ير المرأة لم يتغير نظره بالنسبة لامرأته ، لكن لو رأى امرأة كالشمس و زوجته كالسهى تعلق قلبه بهذه المرأة التي كالشمس و زهد في هذه المرأة التي كالسهى لا يكاد يرى. إذن من حكمة الله عز وجل أن وجب على النساء ستر وجوههن قاصرات الطرف أتاب أسنانهن واحدة وهي بنات ثلاث و ثلاثين سنة. (( أتراب )) يعني أنهن على سن واحدة شابات بنات ثلث و ثلاثين سنة. كذلك أهل الجنة يدخلون الجنة و هم أنباء ثلاث و ثلاثين سنة و لا يتغير أحد منهم يبقى على ما هو عليه و كونهن أترابا قد يقال أنهن أتراب في السن و أتراب في الجمال و في كل شيء لئلا يميل الإنسان إلى من فاقت غيرها و يكون نظره إليهن على حد سواء.