التعليق على تفسير الجلالين : (( هذا )) المذكور للمؤمنين (( وإن للطاغين )) مستأنف (( لشر مئاب )) هو (( جهنم يصلونها )) يدخلونها (( فبئس المهاد } الفراش . حفظ
قال ((هذا)) المذكور للمؤمنين و ((إن)) للطاغين.(( هذا )) مبتدأ لابد له من خبر خبره محذوف كما قدره المؤلف للمتقين المؤلف يقول للمؤمنين و لكن الصحيح أن نقدر للمتقين لأن الله قال : (( هذا ذكر وإن للمتقين )). فالأولى أن نقول هذا للمتقين. طيب. فما لغيرهم قال (( وإن للطاغين )) مستأنف و إن للطاغين الطاغين جمع طاغية و الطاغي من تجاوز الحد و حد الإنسان أن يكون عبدا لله ممتثلا لأمره مجتنبا لنهيه فمن لم يمتثل الأمر فهو طاغي و من ارتكب النهي فهو طاغي ((اذهبا إلى فرعون إنه طغا)) إذن الطغيان هو تجاوز الحد. و الحد للإنسان هو عبادة الله فمن تجاوز هذا الحد فخالف الأمر أو ارتكب النهي فهو طاغي. فإن قال قائل ما الشاهد على أن الطغيان هو مجاوزة الحد قلنا قوله تعالى : (( إنا لما طغا الماء )) يعني تجاوز حده ((حملناكم في الجارية )). هذا ((وإن للطاغين)) مستأنف ((لشر مآب)) أي شر مرجع و شر منصوبة على أنها اسم إن مؤخر ما هو شر المآب قال ((جهنم يصلونها)) هذا عطف بيان لشر مآب وهي جهنم النار سميت بهذا الاسم لأنها تتضمن الجهمة لسوادها لأن ليس فيها نور و بعد قعرها و العياذ بالله. سمع النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم هو وأصحابه و هم في المدينة ، سمعوا و جبة يعني وقعة شيء فقال : (أتدرون ما هذا ؟ قالوا الله ورسوله أعلم. قال هذا حجر رمي به في النار فهو يهوي بها سبعين خريفا حتى الآن وصل إلى قعرها) سبعين سنة و هو حجر كبير له صوت عظيم يهوي في النار. إذن هي قعيرة جدا و لذلك صارت مدلهمة والعياذ بالله سوداء. و قيل أن جهنم ليس عربية و أن أصله في الفارسية كهنام و لكنه عرب فصار جهنم. و على هذا فلا يرد علينا ما قلنا أنه من الجهمة و هو السواد و البعد. فيقال اسم للنار علم غير مشتق و أيا كان فهو اسم من أسماء النار نعوذ بالله منها. ((يصلونها)) صفة لجهنم بل هي حال لأن جهنم معرفة و المعرفة تكون الجملة بعدها حالا. ((يصلونها)) يعني يدخلونها لكن لا يكفي أن نقول يدخلونها بل ((يصلونها)) يعذبون بصلاها و هو شدة الحرارة. ((فبئس المهاد)) الفراش كما قال الله تعالى : (( وجلنا الأرض مهادا )) وفي آية أخرى (( الذي جعل لكم الأرض فراشا )) ف((المهاد)) الفراش. ((فبئس المهاد)) يعني هي هذا طيب ((فبئس المهاد)) لأنه والعياذ بالله افتراشها شديد و لحافها أيضا شديد ((لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل)) نعوذ بالله.