التعليق على تفسير الجلالين : اذكر (( إذ قال ربك للملائكة إنى خالق بشرا من طين )) هو آدم (( فإذا سويته )) أتممته (( ونفخت )) أجريت (( فيه من روحى )) فصار حيا ، وإضافة الروح إليه تشريف لآدم والروح جسم لطيف يحيا به الإنسان بنفوذه فيه (( فقعوا له ساجدين )) سجود تحية بالانحناء . حفظ
ثم قال المؤلف اذكر إذ قال فأفادنا رحمه الله أن (( إذ قال )) متعلق بمحذوف تقديره اذكر. ((إذا قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين)) هو آدم و قوله (( إني خالق بشرا )) ،بشرا مفعول به لخالق لاستكمال شروط العمل فإذا سويته أتممته (( و نفخت )) أجريت (( فيه من روحي )) فصار حيا إلى آخره قال المؤلف و نفخت فيه من روحي قال أجريت و كأنه رحمه الله أول معنى النفخ بالإجراء ولكن هذا خلاف ظاهر الآية فظاهر الآية أن الله تعالى نفخ فيه من روحه وهذا النفخ نثبته على ظاهره لكن بدون أن يكون مماثلا لنفخ المخلوقين. و تفسيره بالإجراء تفسير باللازم لأنه إذا نفخ فيه الروح لزم أن تجري في البدن و تسري فيه. قال و قوله (( من روحي )) قال المؤلف إضافة الروح إليه تشريف لآدم نعم يعني الروح ليس المراد من جزء مني ولكن المراد من روحي أي من الأرواح التي خلقتها وأضافها الله إلى نفسه تشريفا وتعظيما كما أضاف البيت إليه في قوله (( وطهر بيتي )) وكما أضاف المساجد إليه في قوله : (( ومن أظلم ممن منع مساجد الله )) وكما أضاف الناقة إليه في قوله تعالى : (( هذه ناقة الله لكم آية )) فالمضاف إلى الله إذا كان مخلوقا فإن أضافته إليه تكون من باب التشريف و التعظيم إذا كان هذا خاصا ، أما إذا كان عاما فهو من باب الشمول و العموم كقوله : (( وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه )). ثم قال : (( فإذا سويته ونفخت فيه من روحي )) قال والروح جزء منه لطيف يحيى به الإنسان بنفوذه فيه. الروح جسم لطيف يحيا به الإنسان و لو قال المؤلف يحيا به الكائن الحي لكان أعم لأن الإنسان له روح و البهائم لها روح. و قول المؤلف جسم لطيف : أما كونه جسما فأنه ثبت في القرآن الكريم أنها تقبض و توفى و ثبت في السنة أنها تكفن و تلف في الثوب في الكفن إما من الجنة و إما من النار. و هذا يدل على أنها جسم لكنه جسم لطيف لا يرى بالعين. إذا حل في الجسد حي وإذا فقد من الجسد صار الجسد جمادا. و نحن نشاهد الآن مما يصنعه الآدمي ما يكون مثل هذا إذا كان عندك سالب و موجب في الكهرباء و اتصل بعضهم ببعض اشتعلا يشعل هذا اللمبة الكبيرة. و هو شيء ما يرى بالعين و إذا فقد انفصل فقد هذا و هو من صنع البشر. فكيف بالأمور الخارقة التي لا يعلمها إلا الله : (( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي )) و هذا الذي فسر المؤلف الروح به هو أحسن ما قيل في تفسير الروح.
يقول (( فقعوا له ساجدين )) (( قعوا )) فعل أمر ماضيها وقع و مضارعها يقع و الوقوع يعني معناه خروا على الأرض (( ساجدين )) قال المؤلف سجود تحية بالانحناء أما قوله سجود تحية فلا شك أن هذا مراد يعني لا سجود عبادة وأما قوله بالانحناء ففيه نظر لأن السجود هو الوقوع على الأرض و هو ظاهر الآية. و لكن يقال إن هذا السجود كان جائزا السجود للغير تحية كان جائزا و لكنه نسخ بعد ذلك. (( ساجدين)) محلها من الإعراب من أي ؟من الفاعل في يقعون.