التعليق على تفسير الجلالين : (( فسجد الملائكة كلهم أجمعون )) فيه تأكيدان (( إلا إبليس )) هو أبو الجن كان بين الملائكة (( استكبر وكان من الكافرين )) في علم الله تعالى . حفظ
قال : (( فسجد الملائكة كلهم أجمعون )) فيه تأكيدان و هما كل و أجمعون (( إلا إبليس )) هو أبو الجن كان بين الملائكة قوله هو أبو الجن دليله قوله تعالى : (( أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني )) و الدليل على أنه من الجن قوله تعالى : (( إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه )). إذن فالجن ذرية الشيطان و الإنس ذرية آدم نعوذ بالله من الشيطان الرجيم. قال إلا إبليس كان بين الملائكة و لم يقل المؤلف كان من الملائكة لأن الله تعالى قال (( إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه )) إذن هو بينهم و من كان بين الناس فهو من الناس قال النبي صلى الله عليه وسلم : (إن مولى القوم منهم ). فهذا الشيطان الذي كان مع الملائكة يتعبد بعبادتهم يصح أن يشمله الخطاب الموجه إلى الملائكة. و لهذا لامه الله على عدم السجود فدل على أن الخطاب كان شاملا له (( إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين )) في علم الله قوله في علم الله بناء على أن كان تدل على المضي و لكنه قد مر علينا أن كان قد تكون مسلوبة الدلالة على الزمان و يكون المراد بها الاتصاف بخبرها كما في قوله تعالى : (( وكان الله غفورا رحيما )) كان فيما مضى بمعنى اتصف بالرحمة. إذا نقول في هذه الآية وك ان من الكافرين أي اتصف بالكفر و لا حاجة أن نقول كان في علم الله لأننا نقول إن كان هنا مسلوبة الدلالة على الزمن فالمراد بها مجرد الاتصال.