التعليق على تفسير الجلالين : (( قال ياإبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدى )) أي توليت خلقه ، وهذا تشريف لآدم فإن كل مخلوق تولى الله خلقه (( أستكبرت )) الآن على السجود ؟ استفهام توبيخ (( أم كنت من العالين )) المتكبرين فتكبرت عن السجود لكونك منهم (( قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين )) . حفظ
قال (( يا إبليس )) من الفاعل في كان ؟ الله لأنه قال إذا سويت ونفخت فقعوا (( قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي )) نعم يعني أي شيء منعك وهذا الاستفهام للتوبيخ والتعجب يعني كيف تمتنع لمن خلقت بيدي. فالله تعالى خلق آدم بيده و هذا شرف له وأمر بالسجود له تشريفا له فما الذي منعك أن تسجد ؟ قال المؤلف في تفسير قوله بيدي أي توليت خلقه و هذا تشريف لآدم فإن كل مخلوق تولى الله خلقه ، عفا الله عنك يا مؤلف. يقول توليت خلقه فرارا من إثبات اليد لله و لا شك أن هذا تحريف و أجاب عن قوله عن الإضافة لما خلقت بيدي بأن هذا تشريف لآدم و إلا فإن كل مخلوق فإن الله قد تولى خلقه و بناء على كلام المؤلف لا يقطع لآدم فضل عن سائر المخلوقات أليس كذلك ؟ ما دمنا نفسر خلقت بيدي أي توليت خلقه فإن الله تولى خلق بني آدم و خلق الإبل والبقر والغنم و غير ذلك فلا يبقى لآدم فضل على أي أحد. بل لا يبقى لآدم فضل على الشيطان الذي أبى أن يسجد لأن الشيطان الذي تولى خلقه الله عز وجل ولهذا نقول للمؤلف أنه أخطأ في هذا و أن معنى الآية أن الله تعالى خلق آدم بيده و خلق غير آدم من الشياطين و الملائكة بكلمته أي بقوله كن. أما آدم فبيده و هذا هو وجه الميزة و الخصيصة لآدم أن الله خلقه بيده. (( أستكبرت الآن عن السجود )) استفهام توبيخ (( أم كنت من العالين )) المتكبرين تكبرت عن السجود يعني أحصل منك الاستكبار الذي تفتعله ولست من أهله أم كنت من العالين الذين منزلتهم فوق لأن الذي يأبى إما أن يكون في مكان أرفع فيكون مستحق للإباء أو يكون مستكبرا يعني موضعه نازل لكن جعل نفسه في محل عال. فالله يقول له هل أنت مستكبر أو أنك عال في مرتبة أعلى من آدم بل أعلى ممن أمرك ما الجواب ؟ قال المتكبرين فتكبرت عن السجود لكونك من العالين. و أما قول المؤلف إن العالين هم المتكبرون فإنه يؤدي إلى أنه لا يكون فرق بين المتقابلين لأن قال أستكبرت أم كنت من المتكبرين هل هناك فرق لا فرق و لذلك يعتبر تفسيره العالين بالمتكبرين خطأ. (( بل أم كنت من العالين )) أي الذين علت منزلتهم بحيث لا يوجه إليهم الأمر بالسجود لمن هو دونهم فإباء الشيطان عن السجود لآدم إما أن يكون لوصف يستحقه وهذا يدل عليه أم كنت من العالين أو لوصف لا يستحقه ولكنه استكبر و رأى نفسه كبيرا و هذا في قوله (( أستكبرت )). قال الشيطان جوابا على سؤال الله (( أنا خير منه )) من آدم و هذه دعوى و كل إنسان يضيف الشيء إلى نفسه فإنه مدعي و المدعي عليه البينة أتى ببينة . و هو قوله (( خلقتني من نار )) و لهذا نقول الجملة هنا استئنافية لبيان وجه الخيرية خلقتني من نار و خلقته من طين سبحان الله الذي يخلق من النار خير من الذي يخلق من الطين مع أن النار التي خلق منها الشيطان ما هي نار مضيئة ؟ ليست النار المضيئة النار التي تكون في أعلى اللهب بين الدخان و بين النار المضيئة حمراء معتمة طيب. هذا المخلوق من هذه النار يكون خيرا من المخلوق من الطين النافع البارد سبحان الله هذا قلب للحقائق ولهذا نقول هذه دعوى مستندة إلى بينة زائفة باطلة وين الدعوة ؟ (( أنا خير منه )) البينة (( خلقتني من نار وخلقته من طين )) و هذه ليست بينة هذه حجة عليه وليست حجة له. و قد ذكر أهل العلم في هذا المقام بيان أن ما خلق منه آدم خير مما خلق منه إبليس.