التعليق على تفسير الجلالين : (( قال فاخرج منها )) أي من الجنة ، وقيل : من السموات (( فإنك رجيم )) مطرود (( وإن عليك لعنتى إلى يوم الدين )) الجزاء (( قال رب فأنظرنى إلى يوم يبعثون )) أي الناس (( قال فإنك من المنظرين * إلى يوم الوقت المعلوم )) وقت النفخة الأولى . حفظ
قال الله تعالى (( فاخرج منها )) أي من الجنة و قيل من السماوات وأيهما أقرب ؟ الملائكة كلهم في السماوات (( فاخرج منها )) أي من السماوات هو أقرب للفظ (( فإنك رجيم )) أي مرجوم فعيل بمعنى مفعول ومعنى مرجوم أي مطرود مبعد كما يبعد الإنسان إذا رجم. و أنتم تعلمون أن الرجل إذا أراد أن يبعده كثيرا صحنا به أولا فإذا هرب اتبعناه الحجارة فكان هذا أشد إبعادا و إن عليك لعنتي إلى يوم الدين عليك حاقة عليك لعنة الله أي طرده و إبعاده إلى يوم الدين يوم الجزاء وبعد يوم الدين تزل اللعنة ؟ لا تزل لكنها إذا امتدت إلى يوم الدين فمعناها أنه قانط من رحمة الله والعياذ بالله لا يمكن أن يرحم أو تناله الرحمة : (( قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون )) أي الناس. قال : (( فإنك من المنذرين إلى يوم الوقت المعلوم )) نعم طلب منه الله أن ينذره إلى بعث الناس فهل أجابه الله إلى طلبه ؟ أجابه الله (( إلى يوم الوقت المعلوم )) قال المؤلف وقت النفخة الأولى أي قبل البعث لأن الناس لا يبعثون إلا في النفخة الثانية. لكنهم يصعقون في النفخة الأولى. و هو أي الشيطان إنما يريد أن يبقى تحتى لا يبقى من بني آدم أحد لأنه صار في نفسه غل و حقد عظيم على آدم و ذريته .كيف هم يسجدوا له و كيف حكم بالكفر صار في قلبه أو نفسه لأننا لا ندري أن له قلب صار في نفسه غل وحقد فسأل الله أن يبقيه إلى يوم البعث فأجابه الله أن يبقى إلى يوم الوقت المعلوم ؟ و إجابة الله إياه لحكم عظيمة نذكرها إن شاء الله عند الكلام عن الفوائد.