التعليق على تفسير الجلالين : (( ولتعلمن )) يا كفار مكة (( نبأه )) خبر صدقه (( بعد حين )) أي يوم القيامة ، وعلم بمعنى : عرف واللام قبلها لام قسم مقدر : أي والله . حفظ
((و لتعلمن)) يا كفار مكة نبأه خبر صدقه بعد حين أي يوم القيامة. قوله ((و لتعلمن))جعل الضمير في تعلمن عائد على كفار مكة بناء على أن الخطاب المذكور في هذه السورة لأهل مكة لأنها مكبة و لكن قد ذكرنا أن العبرة بالعموم لا بخصوص المكان أو السبب. و الخطاب لجميع الناس لتعلمن نبأه بعد حين. فإن هذا النبأ الذي أنبأ الله به بواسطة هذا القرآن الكريم سيعلمه الناس كلهم و ذلك ما أخبر الله به عما يكون يوم القيامة. فإن هذا القرآن أخبر عما يكون يوم القيامة و هذا سيعلمه الناس كلهم بعد حين. فيه أشياء أخبر عنها القرآن مضت وانقضت فهذا علمها بعد حين من سبق هذه الحوادث و أدركها. و فيه حوادث ستأتي يعلمها بعد حين من يدركها و أما الذي يدركه جميع الناس فهو ما يكون يوم القيامة. قال ((بعد حين)) أي يوم القيامة و علم بمعنى عرف لماذا قال علم بمعنى عرف ؟ لأنه تعدى إلى واحد و ((لتعلمن)) نبأه و على إذا تعدت إلى واحد فهي بمعنى عرف كما تقول علمت المسألة يعني عرفتها. قال و اللام قبلها لام قسم مقدر أي و الله لتعلمن نبأه و الله أعلم.