فوائد قول الله تعالى : (( ما كان لي من علم بالملإ الأعلى إذ يختصمون )) . حفظ
ثم الله عز وجل : (( ما كان لي من علم بالملأ الأعلى إذ يختصمون )) في هذه الآية نفي علم الرسول صلى الله عليه وسلم بالغيب سواء كان مستقبلا أم حاضرا لكنه غائب عنه لأن قوله : (( ما كان لي من علم بالملأ الأعلى )) هو نفي علم بملأ موجود لكنه غائب عنه فإذا كان لا يعلم الغائب عنه مع وجوده فالغائب عنه المنتظر من باب أولى .
و من فوائد الآية الكريمة إثبات الملأ الأعلى و هم الملائكة.
و من فوائدها بيان علو مرتبة الملائكة كما أن مكانهم كذلك عال لأنهم في السماوات كما قال تعالى : (( وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء و يرضى )) و علو المرتبة فيهم اختلف العلماء هل هي أعلى من البشر الصالحين أم صالحوا البشر أعلى من الملائكة و أفضل. فمنهم من قال أن الملائكة أفضل و منهم من قال إن صالح البشر أفضل. و النزاع هنا قليل الفائدة لأننا نعلم أن الملائكة لهم خصائص لا يلحقهم فيها البشر و للبشر خصائص لا يلحقهم فيها الملائكة. فالتفضيل على الإطلاق لا يصلح لأن هؤلاء لهم ميزة و هؤلاء لهم ميزة. و قال شيخ الإسلام رحمه الله : " أن الملائكة أفضل باعتبار كمال البداية لأنهم خلقوا من نور و النور أكمل و أفضل من الطين و التراب. و أن البشر أفضل باعتبار كمال النهاية لأن البشر يكونون في رحمة الله و الملائكة أنفسهم يدخلون عليهم من كل باب يهنئونهم سلام عليكم بما صبرتم " و لكن الذي أرى أنه ينبغي أن يقال أن التفضيل ليس باعتبار البداية و النهاية ولكن باعتبار بعض الخصائص التي تكون لهؤلاء دون هؤلاء.
و من فوائد الآية إثبات أن الملائكة ذوو عقول لقوله ((إذ يختصمون)).
و من فوائدها إثبات المناظرة و المخاصمة بين الملائكة كما أيضا تكون بين الرسل و أقوامهم و بني أتباع الرسول بعضهم مع بعض.