فوائد قول الله تعالى : (( قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين * إن هو إلا ذكر للعالمين * ولتعلمن نبأه بعد حين )) . حفظ
ثم قال الله تعالى((قل ما أسألكم عليه من أجر و ما أنا من المتكلفين)).
في هذه الآية من الفوائد أن الله أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يعلن بأنه لا يسأل عن الرسالة أجرا يعني أجرا دنيويا و أما أجر الآخرة فلا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم يرجوه لأنه هو الدال على الخير الآمر به. و لهذا منع ورثة الرسل من أن يرثوا شيئا من أمواله خوفا من أن يقال انما اكتسبه الرسل من أجل الرسالة. قال النبي صلى الله عليه وسلم (إنا معشر الأنبياء لا نورث ما تركنا صدقةٌ ) او صدقةً ؟ صدقةٌ يتعين. و أما قول الرافضة انه بالنصب ( لا نورث ما تركنا صدقةً ) فهذا تحريف لفظي و معنوي و ذلك لأن ما ترك صدقة لا يورث من الأنبياء و لا من غيرهم. لو أوصى الإنسان بشيء يجعل صدقة بعد موته نفذ و لم يورث لقوله تعالى (( من بعد وصية يوصى بها أو دين))إلا أن ما زاد على الثلث يكون راجع للورثة.
و من فوائد هذه الآية الكريمة أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يسأل الناس أجرا على دعوة الخلق إلى الحق. و هل هذا خاص به أو عام له وللأمة ؟ أي أنه يحرم على الإنسان أن يأخذ شيئا عن تبليغ الشريعة. الجواب أنه متى وجب الإبلاغ حرم أخذ الأجر عليه لأنه لا يجوز للإنسان أن يأخذ أجرا في مقابل قيامه بالواجب. أما إذا كان ليس بواجب فلا بأس أن يأخذ أجرا لأنه يكون تطوعا إن شاء فعل و إن شاء لم يفعل. فإذا قال أنا لا أحبس نفسي إلا بأجر، قلنا لا حرج ما دام الإبلاغ ليس واجبا ، و يدل لهذا قول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله ) لكن متى وجب تعليم القرآن على شخص فإن أخذه أجرة على هذا التعليم يكون حراما .
و من فوائد هذه الآية الكريمة أن النبي صلى الله عليه وسلم صادق فيما أخبر به من الوحي لقوله (( وما أنا من المتكلفين ))
و من فوائدها الإشارة إلى أن من الناس من يتقول على الله فيدعي أنه رسول و ليس كذلك. و حينئذ نقول من ادعى الرسالة فإن جاء بآية تدل على صدقة فهو رسول و إلا فليس برسول. هذا فيما قبل النبي صلى الله عليه وسلم ، أما ما بعد النبي فمن ادعى الرسالة فهو كاذب لأن الله يقول : (( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ )) . فمن ادعى الرسالة أن الله أرسله بعد محمد صلى الله عليه وسلم فهو كاذب مرتد عن الإسلام يجب قتله. و لا يرد على هذا أن عيسى ينزل في آخر الزمان .نكمل بهذه المادة.......