تتمة تفسير قول الله تعالى : (( تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم )) . حفظ
طيب نبدأ الدرس الجديد الآن: بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تعالى: (( الحكيم )) سبق لنا أنه من الإحكام ومن الحكم، فالإحكام يعني الإتقان والإتقان هو الحكمة، وهي وضع الشيء في موضعِه، قال العلماء: والحكمة تكون في صورة الشيء وهيئة الشيء وذاتِ الشيء وتكونُ في غايته، تكون في نفس الشيء وفي غايته، الحكمة في نفس الشيء يعني: أن الشيء نفسَه مشتمل على الحكمة، فإذا تأَمَّلْتَ الشرائع وجدتَ أنها مشتمِلة على الحكمة، وإذا تأمَّلْتَ الغاية منها وجدت { يرحمك الله } وجدتها أيضًا في غاية الحكمة، كذلك أيضًا إذا تأملت أيضا الصنائع التي صنعها الله عز وجل وهي الحكمة التي تكون في الكون وجدت أنها مشتملة على الحكمة، وإذا تأملت الغاية منها وجدتها أنها حكمة أيضًا، فالعبادات المقصود بها إصلاح الخلق، وهي موضوعة على وِفْق الحكمة، الصلوات كونُها بهذه الهيئة هي والحكمة[كذا]، الزكاة والحج وبقية العبادات، الكون: السماء الأرض الشمس القمر كونُها على هذا النظام البديع هذا حكمة، والغاية منها أيضًا حكمة، قال الله تعالى: (( وَمَا خَلَقْنَا السَّماوات [كذا] وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ )).