التعليق على تفسير الجلالين : (( إنا أنزلنا إليك )) يا محمد (( الكتاب بالحق )) متعلق بأنزل (( فاعبد الله مخلصا له الدين )) من الشرك : أي موحدا له . حفظ
ثم قال الله تعالى (( إنا أنزلنا إليك )) لَمَّا بَيَّن أنَّ تنزيل الكتاب مِن الله، بيَّن إلى مَن أُنزِل فقال: " (( إنا أنزلنا إليك )) يا محمد " (أنزلنا) ضمير جمع لكنه إذا كان عائدًا إلى الله فليس للجمع قطعًا بل هو للتعظيم، وقد اشتبه على النصراني مثل هذا الجمع وقال: إن الله ثالثُ ثلاثة، لأن الله تعالى يذكُر الضميرَ عائِدًا اليه بصيغة الجمع وأقلُّ الجمع ثلاثة. فنقول في الرد عليه: إنَّ هذا مِن زَيغ النصارى (( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم )) فاتَّبَعُوا المتشابِه من القرآن، ولو أنهم ردُّوا هذا المتشابه إلى المحكم لعلِمُوا أنهم مخطِئُون غاية الخطأ، وذلك أنَّ الله صرَّح في آيات كثيرة بأنه إلهٌ واحد فقال: (( وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ )) وهذا نصّ صريح مُحكَم، وأما (نا) التي هي ضمير الجمع، فإنها في اللغة العربية التي نزَل بها القرآن صالحة للجمع وللمُعَظِّم نفسَه، إذًا هي من المتشابه، لأن اللفظ إذا احتمل معنيين فإنه يقال فيه متشابه، والمتشابه يجب أن يُرَد إلى ايش؟ إلى المحكم.
طيب قال: (( إنا أنزلنا إليك الكتاب )) (إليك) هذا الغاية والخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم، (( الكتاب )) أي المكتُوب وهو القرآن وسبق وجْهُ كونِه كتابًا، " (( بالحق )) متعلِّق بـ(أنزل) " (بالحق) بالباء هنا للملابسة وللتعدية، يعني: أنَّ الكتاب نفسَه نزلَ حقًّا من عند الله لا من عند غيره، (( أنزلنا )) بالحق يعني بالتأكيد، أننا أنزلناه إليك مِن عندنا، وقلنا: أيضًا للتعدية بمعني أنَّ الكتابَ نزل بالحق، أي: أنَّ ما اشتمل عليه القرآن فهو حقٌّ، فعلى الوجه الأول: يكون المراد بالحق تأكيدَ أنَّه نزل من الله، وعلى الوجه الثاني يكون المعنى أنَّ كلَّ ما اشتمل عليه القران مِن أخبار وأوامر ونواهي وغيرها فهو حَقّ، واضح؟ إذًا (بالحق) له معنيان:
المعنى الأول: أن القرآن نزَلَ من عند الله حقًّا لا باطلًا.
الثاني: أن ما اشتمل عليه القرآن فهو حق، أوامر نواهي أخبار قصص كله حق (( إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق )) قال: متعلِّق بـ(أنزل) ولم يقل متعلق بـ(أنزلنا)، لأنَّ المتعَلِّق إنما يتعَلَّق بالفعل، أما (نا) فهي ضمير خارجة عن الفعل.
قال: (( فاعبد الله مخلصا له الدين )) الفاء للتفريع، وعلامة فاء التفريع أنَّ ما بعدَها يكون مرَتَّبًا على ما قبلَها فالمعنى: فلإنزالِنا إليك الكتاب اعبد الله مخلصا له الدين، (اعْبُد) الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، وقوله: (مخلصًا) حال من فاعل (اعبد)، وإخلاص الشيء تنقِيَتُه من الشوائب وإزالة ما يُخالطه، فإذا كان مُخلِصًا له الدين فالمعنى أن تُنَقِّىَ دينَك مِن كل شرك، ولهذا قال المؤلف:" (( مُخْلِصًا له الدينَ )) مِن الشرك " أي مُوحِّدًا له أي لله، وقوله: (( له الدين )) الدين يعني العمَل، والمراد به هنا: العمل المخصوص وهو العبادة، لقوله: (( فاعبد الله مخلِصًا له الدين )) ولم يقل: مُخْلِصًا له العبادة، لأنَّ الدينَ هو العمَل الذي يُرِيد العامل عليه مُكَافَأَة
طيب قال: (( إنا أنزلنا إليك الكتاب )) (إليك) هذا الغاية والخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم، (( الكتاب )) أي المكتُوب وهو القرآن وسبق وجْهُ كونِه كتابًا، " (( بالحق )) متعلِّق بـ(أنزل) " (بالحق) بالباء هنا للملابسة وللتعدية، يعني: أنَّ الكتاب نفسَه نزلَ حقًّا من عند الله لا من عند غيره، (( أنزلنا )) بالحق يعني بالتأكيد، أننا أنزلناه إليك مِن عندنا، وقلنا: أيضًا للتعدية بمعني أنَّ الكتابَ نزل بالحق، أي: أنَّ ما اشتمل عليه القرآن فهو حقٌّ، فعلى الوجه الأول: يكون المراد بالحق تأكيدَ أنَّه نزل من الله، وعلى الوجه الثاني يكون المعنى أنَّ كلَّ ما اشتمل عليه القران مِن أخبار وأوامر ونواهي وغيرها فهو حَقّ، واضح؟ إذًا (بالحق) له معنيان:
المعنى الأول: أن القرآن نزَلَ من عند الله حقًّا لا باطلًا.
الثاني: أن ما اشتمل عليه القرآن فهو حق، أوامر نواهي أخبار قصص كله حق (( إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق )) قال: متعلِّق بـ(أنزل) ولم يقل متعلق بـ(أنزلنا)، لأنَّ المتعَلِّق إنما يتعَلَّق بالفعل، أما (نا) فهي ضمير خارجة عن الفعل.
قال: (( فاعبد الله مخلصا له الدين )) الفاء للتفريع، وعلامة فاء التفريع أنَّ ما بعدَها يكون مرَتَّبًا على ما قبلَها فالمعنى: فلإنزالِنا إليك الكتاب اعبد الله مخلصا له الدين، (اعْبُد) الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، وقوله: (مخلصًا) حال من فاعل (اعبد)، وإخلاص الشيء تنقِيَتُه من الشوائب وإزالة ما يُخالطه، فإذا كان مُخلِصًا له الدين فالمعنى أن تُنَقِّىَ دينَك مِن كل شرك، ولهذا قال المؤلف:" (( مُخْلِصًا له الدينَ )) مِن الشرك " أي مُوحِّدًا له أي لله، وقوله: (( له الدين )) الدين يعني العمَل، والمراد به هنا: العمل المخصوص وهو العبادة، لقوله: (( فاعبد الله مخلِصًا له الدين )) ولم يقل: مُخْلِصًا له العبادة، لأنَّ الدينَ هو العمَل الذي يُرِيد العامل عليه مُكَافَأَة