تتمة تفسير قول الله تعالى : (( إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين )) . حفظ
أي لله، وقوله: (( له الدين )) الدين يعني العمل، والمراد به هنا العمل المخصوص وهو العبادة، لقوله: (( فاعبد الله مخلِصًا له الدين )) ولم يقل: مخلصا له العبادة، لأنَّ الدين هو العمل الذي يريد العامل عليه مكافأةً، هذا الدين، ومنه قولهم: كما تَدِين تُدَان، واعلم أنَّ الدين يُطلَق على العمل الذي يُراد به المكافأة ويُطلقُ على نفس المكافأة وهي الثواب على العمل، فمِن الأول مثلُ هذه الآية (( مخلصا له الدين )) ومثلُ قوله تعالى: (( لكم دينكم ولي دين )) ومثل قوله تعالى: (( ورضيتُ لكم الإسلام دينًا )) أي عملًا تتعبدون به، ومثال الثاني قوله تبارك وتعالى: (( مالك يوم الدين )) يعني يوم الجزاء على العمل ومثل قوله تعالى: (( وما أدراك يوم الدين * ثم ما أدراك ما يوم الدين )) أي يوم الجزاء على العمل