فوائد قول الله تعالى : (( ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون ... )) . حفظ
ثم قال الله تعالى (( ألا لله الدين الخالص )) من فوائد هذه الجملة أنَّ الله لا يقبل إلا دينًا خالصًا (( ألا لله الدين الخالص )) أما ما سواه فليس لله حتى وإن أشرَكْت به مع الله -حطوا بالكم يا جماعة- لأنَّ الدين لله ما هو؟ الخالص النقي من شوائب الشرك طيب. فإن قال قائل: إذا كان العمل خالصًا في أولِه مُشْرَكًا فيه في آخره فهل يبطُل العمل كلُّه؟ أو يبطل ما فيه الشرك؟ أم ماذا؟ نقول: في هذا تفصيل: إذا كانت العبادة التي وقع الشرك في أثنائها ينبني بعضُها على بعض فإنها تبطُل مثل الصلاة: رجل أحرم بالصلاة مخلِصًا لله وفي أثنائها سمع حوله أحد فراءَى في ذلك في صلاته في أثناء العبادة ماذا نقول؟ نقول: الصلاة تبطل تبطُل كلها لأنَّ أوَّلَها وآخرَها مبْنِيٌّ بعضُه على بعض، أما إذا كانت لا ينبني بعضُها على بعض فإنَّ ما كان خالصًا يصِحّ وما كان مشوبًا لا يصح مثل رجل كان يتصدَّق عنده ألف رِيال كلما جاء فقير أعطاه منها أنفق خمسمائة رِيال خالصة لله، وفي أثناء الإنفاق حضر ناسٌ فراءَاهم فهل تبطُل الصدقة الأولى التي بها الاخلاص؟ لا، لماذا؟ لأن بعضها لا ينبني على بعض، كل واحد كل درهم منفصل أو كل رِيال منفصل عن الذي قبله، تمام؟ هذه مسألة مهمة. المسألة الثانية: أحيانًا يهاجِم الرياءُ القلبَ ويدافعه الإنسان يدافعه فهل يؤثر هذا على إخلاصِه؟ لا، الجواب لا، لا يؤَثر ما دام يدافعه ويعرض عنه، لأنَّه الآن في جهاد في جهاد لِعدُوِّه، والشيطان دائمًا يأتي الإنسان مِن كل وجه قال الله تعالى عنه في سورة الأعراف: (( لأقعُدَنَّ لهم صراطك المستقيم )) يعني في كل مكان، يأتي الإنسان يثَبِّطُه عن العبادة، يثَبِّطُه عن طلب العلم، يثَبِّطُه عن صلة الرحم عن برِّ الوالدين وما أشبه ذلك مما أوجب الله عليك، فإذا رأى منه تصميمًا على القيام بالعبادة أتاه من جهة أخرى وهو الغلو في العبادة والزيادة فيها والتنَطُّع والتكلف، فإذا عجز عنه من هذه الناحية أتاه من جهة النية أنَّك مرَاءٍ ولكن الإنسان يجب عليه أن يدافع الشيطان بقدر ما يستطيع مستعينًا بالله عز وجل.
من فوائد الآية الكريمة في قوله: (( ألا لله الدين الخالص )) غِنَى الله عز وجل غِنى الله الغِنَى التام ووجه ذلك: أنه إذا كان الله لا يقبَلُ إلا ما كان خالصًا دلَّ على غِناه عن عملِ العباد، لأنه -وحاشاه من ذلك- لو كان فقيرًا محتاجًا لذلك لاكتفى بما يأتيه منهم ولو على سبيل المشاركة، كالإنسان المحتاج يقبَل منك ما كان خاصًّا له وما كان مشترَكًا، فلما كان الله لا يقبل إلا ما كان خالصًا عُلِمَ بهذا غناه عن العباد، وإلى هذا يشير قوله تعالى في الحديث القدسي: ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك ). نعم.
ثم قال الله تعالى (( والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى )) إلى آخره مِن فوائد هذه الآية أنَّ عابدي الأصنام قد توَلَّوا الأصنام واتخَذُوها أولياء.
ومن فوائدها أنهم -أي عباد الأصنام- يمَوِّهُون على الناس يقولون: نحن ما نعبدُهم إلا لِغَاية وهي: أن يقرِّبُونا إلى الله زلفى.
ومن فوائدها أنَّه يمكن أن نعَدِّيَ هذا الحكم إلى جمِيع أهل الباطل: يدَّعون أنهم يحسِنُون صنعًا وهم كذَبَة ولْنَضْرِب لهذا مثلًا بأهل التعطيل: أهل التعطيل يدَّعون أنهم بتعطيلهم هذا ايش؟ منَزِّهُون لله وأنَّ قصدَهم تنزيهُ الله عز وجل عن النقص وعن مشابهة المخلوقين، وهم كاذبون في هذا، لأنهم إذا عطَّلُوه عن كمالِ صفاته فهو ضِدُّ التنزيه، هؤلاء يقولون: ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى والحقيقة أنَّ هذه العبادة تبعدُهم مِن الله تبعدهم من الله مسافات كثيرة.
طيب، من فوائد هذه الآية الكريمة إقرارُ المشركين بأنَّهم يعبدون أصنامَهم (( ما نعبدهم )) فهم يصرحون بأنهم يعبدونهم لكن لا يقولون: نعبدهم لنتقرب اليهم بل: ليقَرِّبُونا.
ومِن فوائدها أنَّ المشركين في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم يُقِرُّون بوجود الله، وأنه أعظَم من كل عظيم لقولهم: (( ليقرِّبُونا إلى الله )) فهم معترِفُون بالله عز وجل وأنه أعظَمُ من أصنامهم ولهذا جعلُوها وسيلة له أو للتقرب إليه.
ومن فوائدها أنَّه سيكون بين هؤلاء المشركين وبين أوليائهم سيكون نزاع وخصومة يوم القيامة لقوله: (( إن الله يحكم بينهم فيما هم يختلفون )).
ومن فوائدها أنَّ الحكم لله عز وجل وحده في ذلك اليوم -أعني يوم القيامة- وأنَّ المرجع إليه.
من فوائد الآية الكريمة في قوله: (( ألا لله الدين الخالص )) غِنَى الله عز وجل غِنى الله الغِنَى التام ووجه ذلك: أنه إذا كان الله لا يقبَلُ إلا ما كان خالصًا دلَّ على غِناه عن عملِ العباد، لأنه -وحاشاه من ذلك- لو كان فقيرًا محتاجًا لذلك لاكتفى بما يأتيه منهم ولو على سبيل المشاركة، كالإنسان المحتاج يقبَل منك ما كان خاصًّا له وما كان مشترَكًا، فلما كان الله لا يقبل إلا ما كان خالصًا عُلِمَ بهذا غناه عن العباد، وإلى هذا يشير قوله تعالى في الحديث القدسي: ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك ). نعم.
ثم قال الله تعالى (( والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى )) إلى آخره مِن فوائد هذه الآية أنَّ عابدي الأصنام قد توَلَّوا الأصنام واتخَذُوها أولياء.
ومن فوائدها أنهم -أي عباد الأصنام- يمَوِّهُون على الناس يقولون: نحن ما نعبدُهم إلا لِغَاية وهي: أن يقرِّبُونا إلى الله زلفى.
ومن فوائدها أنَّه يمكن أن نعَدِّيَ هذا الحكم إلى جمِيع أهل الباطل: يدَّعون أنهم يحسِنُون صنعًا وهم كذَبَة ولْنَضْرِب لهذا مثلًا بأهل التعطيل: أهل التعطيل يدَّعون أنهم بتعطيلهم هذا ايش؟ منَزِّهُون لله وأنَّ قصدَهم تنزيهُ الله عز وجل عن النقص وعن مشابهة المخلوقين، وهم كاذبون في هذا، لأنهم إذا عطَّلُوه عن كمالِ صفاته فهو ضِدُّ التنزيه، هؤلاء يقولون: ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى والحقيقة أنَّ هذه العبادة تبعدُهم مِن الله تبعدهم من الله مسافات كثيرة.
طيب، من فوائد هذه الآية الكريمة إقرارُ المشركين بأنَّهم يعبدون أصنامَهم (( ما نعبدهم )) فهم يصرحون بأنهم يعبدونهم لكن لا يقولون: نعبدهم لنتقرب اليهم بل: ليقَرِّبُونا.
ومِن فوائدها أنَّ المشركين في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم يُقِرُّون بوجود الله، وأنه أعظَم من كل عظيم لقولهم: (( ليقرِّبُونا إلى الله )) فهم معترِفُون بالله عز وجل وأنه أعظَمُ من أصنامهم ولهذا جعلُوها وسيلة له أو للتقرب إليه.
ومن فوائدها أنَّه سيكون بين هؤلاء المشركين وبين أوليائهم سيكون نزاع وخصومة يوم القيامة لقوله: (( إن الله يحكم بينهم فيما هم يختلفون )).
ومن فوائدها أنَّ الحكم لله عز وجل وحده في ذلك اليوم -أعني يوم القيامة- وأنَّ المرجع إليه.