تفسير قول الله تعالى : (( خلق السماوات والأرض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ألا هو العزيز الغفار )) . حفظ
ثم قال تعالى: (( خلق السماوات )) وهذا مبتدأ الدرس اليوم قال: " (( خلق السماوات والأرض بالحق )) متعلِّق بـ(خلق) " هذه الآية جاءت عقب ردّ قول مَن يقُول: إن لله ولدًا، ليُبَيِّن أنَّ الخالق للسماوات والأرض غنِيٌّ عن الولد ولا يحتاج إليه، لأنَّ الكُلَّ ملكُه، ولا يحتاج للولد إلا مَن كان غيرَ مالِكٍ تمامَ الـمُلْك، قوله: (( خلق السماوات )) (السماوات) جمع سماء والسماء يطلق على معنيين: المعنى الأول: العُلُوّ وإن كان دُون السماوات، والمعنى الثاني: السماواتُ المعروفة السَّقْف التي بناها الله عز وجل، فمِن الأول قوله تعالى: (( أنزل من السماء ماءً )) (مِن السماء) يعني مِن السَّحَاب والسماء ليست لاصِقَة في السماء السَّقْف ولكنه في العلو، ومنه قوله تعالى: (( فليمدُدْ بسببٍ الى السماء )) أي الى العلو، وأما الثاني الذي هو البناء فهو كثِير قال الله تعالى: (( ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ )) ومنه هذه الآية (( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ ))، وجَمَعَها، لأنها جَمْع سبْع سماوات كما في القران الكريم وكما في السنة النبوية، (( والأرض )) هي الأرض التي وضَعَها الله عز وجل للخلْق يعيشون عليها كما قال تعالى: (( والأرضَ وضعَها للأَنَام )) ولم يأتِ في القرآن ذِكْرُ عددِها صريحًا يعني ليس في القرآن أنَّ الأرضين سبع، لكن جاء ذكرُها بهذا العدد لا على سبيل التصريح كقوله تعالى: (( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ )) مثلَهُنَّ في العدد وليس مثلَهُنَّ في الصفة، لِتَبَايُنِ ما بين السماوات والأرض في الصفة، أما السنة فصريحة في أنَّ الأرضين سبع قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( مَن اقتَطَعَ شبرًا مِن الأرْضِ ظُلْمًا طُوِّقَهُ يومَ القيامة من سبْعِ أرَضِين ) والظاهر مِن النصوص أنَّ هذه الأرضين متطابقة يعني بعضُها تحت بعض كالسماوات، لأنَّ قوله عليه الصلاة والسلام: ( طُوقِّه يوم القيامة من سبع أرَضِين ) لولا أنها متطابقة لم يُعَذَّب بما تحت الأرض العليا، فهي متطابقة، ولكن ذَكَر العُلَماء الذين يتكلمون على خلق الأرَضِين هل هذه الأرضون متباينة منفصِلٌ بعضها عن بعض؟ أو هي كتلة واحدة؟ هذا نقول في الجواب عنه أو في الجواب عليه: الله أعلم لا ندري، لكنه يجب أن نُؤْمن بأن هناك سبعَ أرضين كما جاء ذلك في النصوص