تتمة تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( ... لا إله إلا هو فأنى تصرفون )) عن عبادته إلى عبادة غيره .؟ حفظ
(( لا إله الا هو )) هذا توحيد الألوهية (لا إله الا هو) والجملة هذه -كما تشاهدون- مكونة من نفي وإثبات، نفْيٍ مِن أبلغ أنواع النفي، لأنَّه مُصَدَّرٌ بـ(لا) النافية للجنس و(لا) النافية للجنس يقول علماء النحو والبلاغة: إنها نصٌّ في العموم يعني ليست ظاهرة في العموم بل هي أبلَغ من الظاهرة: نصّ في العموم ولهذا يقال فيها: نافية للجنس لا للوَحْدة: للجنسِ كلِّه، إذًا لا يوجد إله إلا الله، ولكن يجب أن نعلم أنَّ المنفِيَّ هنا الإله الحق يعني: لا إلهَ حقٌّ إلا الله أما الآلهة الباطلة فإنها موجودة كما قال الله تعالى: (( فما أغنَتْ عنه آلهَتُهم التي يدعون من دون الله من شيء )) (آلهتهم) فسماها آلهة، وقال تعالى: (( ولا تدعُ مع الله إلهًا اخر )) (إلهًا اخر) فسماه إلهًا لكنَّه إلهٌ باطل كما قال تعالى: (( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ )) فإذا سألَنا سائل: هل مع الله إله؟ فالجواب يكون بالتفصيل وهو: إن أردتَ إلهًا حقًّا فلا، وإن أردتَ إلهًا باطلًا يسمى إلهًا وليس بإله فهذا موجود، وقوله: (( لا إله الا هو )) إذا قال قائل: أين خبر (لا) هل هو (هو) أم ماذا؟ نقول: لا يمكن أن يكون خبر (لا) (هو)، لأنَّ (لا) النافية للجنس لا تعمل إلَّا في النكرات قال ابن مالك:
عَمَلَ (إِنَّ) اجْعَلْ لِـ(لا) فِي نَكِرَة
لا تعمل إلا في النكرات و(هو)؟ معرفة إذًا أين الخبر؟ نقول: الخبر محذوف تقديره: لا إلَهَ حَقٌّ إلا الله هكذا يجب، وأخطأ مَن قال: لا إله موجودٌ إلا الله، لأنَّ هذا يتضَمَّن أَمْرًا إِمْرًا، إذ أنَّك إذا قلت: لا إله موجود إلا الله جعلتَ الآلهة الموجودة جعلتها الله، وهذا خطأٌ عظيم بل الواجب أن نقول: لا إلهَ حقٌّ إلا الله أما في الآية إلَّا هو إذًا ما محل (هو) من الاعراب؟ بدل بدلٌ مِن الخبر المحذوف. طيب، يقول: (( فأنى تصرفون )) (أنى) اسم استفهام والمراد به التوبيخ والتعجب يعني: كيف تُصْرَفُون عن عبادة الله عز وجل وأنتم تعلمون أنه لا إله الا هو؟ هذا خطأٌ سَفَهٌ في العقل وضَلَالٌ في الدين، طيب وقوله: (( فأنى تصرفون )) قال المفسر:" عن عبادته إلى عبادة غيره " طيب إذا كان هذا الاستفهام ايش قلنا؟
الطالب: ...
الشيخ : وايش؟ والتَّعجب فإنه يقتضي أن يكون هذا الصَّرْف حرامًا أو هذا الانصراف حرامًا، لأَنَّه لا يُوَبَّخ إلا على شيءٍ محرم والله أعلم