تفسير قول الله تعالى : (( إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون إنه عليم بذات )) . حفظ
ثم قال -وهو ابتداء درس اليوم-: (( إن تكفروا فإنَّ الله غني عنكم )) (إن تكفروا) تكفروا بمن؟
الطالب: بالله
الشيخ : إن تكفروا بالله وبما يجب الايمان به فإنَّكم لن تضروا الله، لأنَّ اللهَ غنيٌّ عنكم ولم يأمُرِ الله سبحانه وتعالى العباد بعبادته والإخلاص له لحاجته اليهم ولكن لمنفعتِهم هم، لأنهم يثابون على هذا أعظم الثواب وينجون به من العقاب، أما الله عز وجل فإنه لا يضُرُّه إذا كفر كل الخلق، إن تكفروا ولو كل الخلق فإن الله غني عنكم وقد جاء في الحديث القدسي: ( يا عبادي لو أن اولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئًا ) لو كان الناس كلهم بل البشر وغير البشر لو كانوا على أفجر قلب رجل لم ينقص ذلك من ملك الله شيئًا ولن يضروا الله شيئًا ولهذا قال: (( فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر )) ولا يرضى لهم الكفر أن يكفروا بالله وتأَمَّل قوله: (( ولا يرضى لِعبادِه )) يعني أنَّ الكفر أمر لا يليق بالعباد فلا يرضى لهم أن يقوموا به وذلك لأنَّ الله خلقهم فكيف يرى الانسان العاقل أن يصرف العبادة لغير الخالق ولهذا قال: (( ولا يرضى لعباده )) ولم يقل مِن عباده أو عن عباده، لأنَّ اللام أبلغ في كون هذا الشيء لا يليق بهم، وقوله: (( لعباده الكفر )) العبودية تنقسم إلى قسمين: عامة وخاصة فمِن الأول -أي من العام- قوله تعالى: (( إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا )) (إن كل) (إن) هنا بمعنى الأخ؟ لا اللي أمامك؟ أي نعم (إن) هذه بمعنى ايش ؟ (( إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا )) إن
الطالب: بمعنى (ما)
الشيخ : بمعنى (ما)، وعلامة (إن) التي بمعنى (ما) أن يأتي بعدها (إلا) (( إن أنت إلا نذير )) يعني ما أنت إلا نذير، (( إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا )) هذه من العبودية ايش؟
الطالب: العامة
الشيخ : العامة حتى الشياطين والكفار كلهم عباد الله بالمعنى العام، المعنى الخاص العبادة الخاصة القسم الخاص في العبادة عبادةُ المؤمنين وهي العبادة الشرعية أي التعَبُّد لله تعالى شرعًا وهذه خاصة بِمَن؟ بمن أطاعه فقط ومِن ذلك قوله تعالى: (( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا )) وقوله في الرسل إنهم عباد الله (( وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ )) هذه عبودية
الطالب: خاصة
الشيخ : خاصة، قوله: (( ولا يرضى لعباده )) هنا هل هي من العامة أو من الخاصة؟
الطالب: من العامة
الشيخ : من العامة يعني لا يرضى الكفر لأي واحد مِن عباد الله نعم