التعليق على تفسير الجلالين : (( إن تكفروا فإن الله غنى عنكم ولا يرضى لعباده الكفر )) وإن أراده من بعضهم (( وإن تشكروا )) الله فتؤمنوا (( يرضه )) . حفظ
(( ولا يرضى لعباده الكفر )) قال: " وإن أراده مِن بعضهم " هذا كلام جيد يعني هو لا يرْضَاه لكن يُريده، يريده من بعضهم يريدُه بالإرادة الكونية لا الإرادة الشرعية، وهذا ردٌّ على قولٍ مبتَدَع يقولون: إن الله لا يريد إلا ما يرضى وأما ما لا يرضاه فلا يريده وعلى هذا القول الباطل تكون المعاصي واقعةً بغير إرادة الله، ولا شك أن هذا قولٌ يبطله نصوص كثيرة مثل قوله تعالى: (( فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ )) فالله عز وجل مُرِيدٌ لهذا وهذا لكن بالإرادة ايش؟
الطالب: الكونية
الشيخ : الكونية، لأنَّ الكل مُلْكُه سبحانه وتعالى ولهذا قال: " وإن أراده من بعضهم " يعني فإرادته من بعضهم لا يقتضي أن يكون راضيًا به إذ قد يريد ما لا يرضى، فإن قال قائل: كيف يريد ما لا يرضى؟ وهل أحدٌ يُكْرِهُه؟ قلنا: لا، لا يُكرِهُه أحد لكن يريد ما لا يرضى، لحكمة بالغة، لو كان الله تعالى لا يريد إلا ما يرضى لأصبح الناس كلهم مؤمنين ولم يكن هناك ميزة للمؤمن من الكافر ولم يُقَمْ علم الجهاد ولا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا مُلِئَتِ النار كما وعدها الله عز وجل إلى غير ذلك من المصالح العظيمة التي تنتُج عن وجود الكفر في عباد الله.
قال: " (( وإن تشكروا )) الله فتؤمنوا (( يَرْضَه لكم )) " (إن تشكروا) مقابل (إن تكفروا)، لأنَّ الانسان في نِعَمِ الله بين كافر وشاكر، (إن تشكروا يرضه لكم) وهو لا يرضى لعباده الكفر وتأمَّل كيف قال في الكفر إن الله غنِيّ ولا يرضى، وهنا قال: (( إن تشكروا يرضَه لكم )) فبدأ في جواب الشرط في (إن تكفروا) ببيان غِنَاه عن الخلق عز وجل، أما الشكر فإنه هو الذي يثيب عليه ولهذا قال: إن تشكروا يرضه لكم فإذا رضيَه فسوف يُثِيبكم قال الله تبارك وتعالى: (( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ )) ولهذا أثابهم الجنات أسال الله أن يجعلني وإياكم منهم نعم.
الطالب: الكونية
الشيخ : الكونية، لأنَّ الكل مُلْكُه سبحانه وتعالى ولهذا قال: " وإن أراده من بعضهم " يعني فإرادته من بعضهم لا يقتضي أن يكون راضيًا به إذ قد يريد ما لا يرضى، فإن قال قائل: كيف يريد ما لا يرضى؟ وهل أحدٌ يُكْرِهُه؟ قلنا: لا، لا يُكرِهُه أحد لكن يريد ما لا يرضى، لحكمة بالغة، لو كان الله تعالى لا يريد إلا ما يرضى لأصبح الناس كلهم مؤمنين ولم يكن هناك ميزة للمؤمن من الكافر ولم يُقَمْ علم الجهاد ولا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا مُلِئَتِ النار كما وعدها الله عز وجل إلى غير ذلك من المصالح العظيمة التي تنتُج عن وجود الكفر في عباد الله.
قال: " (( وإن تشكروا )) الله فتؤمنوا (( يَرْضَه لكم )) " (إن تشكروا) مقابل (إن تكفروا)، لأنَّ الانسان في نِعَمِ الله بين كافر وشاكر، (إن تشكروا يرضه لكم) وهو لا يرضى لعباده الكفر وتأمَّل كيف قال في الكفر إن الله غنِيّ ولا يرضى، وهنا قال: (( إن تشكروا يرضَه لكم )) فبدأ في جواب الشرط في (إن تكفروا) ببيان غِنَاه عن الخلق عز وجل، أما الشكر فإنه هو الذي يثيب عليه ولهذا قال: إن تشكروا يرضه لكم فإذا رضيَه فسوف يُثِيبكم قال الله تبارك وتعالى: (( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ )) ولهذا أثابهم الجنات أسال الله أن يجعلني وإياكم منهم نعم.