تتمة تفسير قول الله تعالى : (( ... إنه عليم بذات الصدور )) . حفظ
يقول عز وجل: (( فينبئكم بما كنتم تعملون إنه عليم بذات الصدور )) قوله: (( إنه عليم بذات الصدور )) أي الله عز وجل (( عليم بذات الصدور )) وهي القلوب ودليل هذا قوله تعالى: (( فإنها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور )) فالمراد بذات الصدور أي صاحبة الصدور القلوب وإنما ذكر الله هذه الجملة بعد قوله: (( فينبئكم بما كنتم تعملون )) للإشارة إلى أن الحساب يكون على ما في القلب كما في قوله تعالى: (( إنه على رجعه لقادر * يوم تبلى السرائر )) وقال تعالى: (( أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ )) فالمدار يوم القيامة على ما في القلب أما في الدنيا فالمدار على الأعمال الظاهرة ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعَامِلُ المنافقين معاملة المسلمين، لأنهم كانوا يتظاهرون بالإسلام، ونحن نحاسب الناس في الدنيا على ما يظهر من أعمالهم ونَكِلُ سرائرهم الى الله، أما في الآخرة فإن الحساب على ما في القلب ولهذا يجب على الانسان أن يعتني بصلاح قلبه قبل صلاح جسمه، لأنَّ صلاح الجسم واجهة أمام الخلق لكن صلاح القلب هو الذي يكون بين الانسان وبين ربه عز وجل