فوائد قول الله تعالى : (( وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل ... )) . حفظ
من فوائد هذه الآية أنَّ الكافر لا يعرف ربَّه إلا عند الضرورة، لقوله إِذَا مَسَّه ضُرٌّ (( دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ )) إلى آخره.
ومن فوائدها أنَّ عبادة الضرورة لا تنفع غالبًا، أي أنَّ الانسان إِذا عرف ربه عند الضرورة فقط فالغالب أنه لا ينتفع بهذه العبادة، لأنها ليست عبادةً عن رغبة ولكنها عبادة من أجل إِنجاء الانسان من الهَلَكة، وإن كان أحيانًا ينتفع ربما يكون هذا سببًا لفتح الله عليه كما يوجد الآن من الناس مثلًا مَن يصاب بمرض شديد ويخاف منه الهلاك فيُنِيب إلى الله عز وجل ويدعو الله سبحانه وتعالى ثم يمُنُّ الله عليه بـ.. لكن الغالب أن التعبُّدَ ضرورةً لا يفيد.
ومِن فوائد هذه الآية أنَّ الكافر يؤمن بالله وأنَّ إيمانه بالله لا يخرجه من الكفر، لقوله: (( دعَا ربَّه )) فالإيمان بالله وبربوبيته لا يكفي ولا يُخرِج الانسان من الكفر، ودليل ذلك أنَّ المشركين الذين بُعِث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُقِرُّون بالله (( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ )) (( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ )) يعني يقرُّون بأنَّ الذي خلق هو الله ويصفونه بالصفات الكاملة ومع ذلك فهم كفار استباح النبي صلى الله عليه وسلم دماءهم ونساءهم وأموالهم وذريتهم، وبه نعرف أنَّ مَن قال عن النصارى إنهم مؤمنون فهو جاهل، بل إن كان عالـِمًا بما يدل عليه الشرع مِن كفرهم فهو مرتد، لأنَّ مَن حكم بالإيمان لِمَن كفره الله فإنه مرْتَدّ مكَذِّب لله عز وجل، وكذلك مَن قال عن اليهود إنهم مؤمنون بالله فإنّ هذا الكلام صادر إما عن جهل وإما عن ردة والعياذ بالله، فإذا قال: إنهم يؤمنون بالله يقولونك الله عز وجل هو الكاشف للضر وهو المدبر للأُمور. قلنا: هذا لا ينفعهم ولهذا تجد عند العامة لما التبس على بعضهم هذا الأمر تجدهم إذا قيل لهم: إن تارك الصلاة كافر. قالوا: كيف يكون كافرًا وهو يشهد أن لا اله الا الله وأن محمدًا رسول الله أين الكفر؟ فيقال: ليس كل مَن شَهِدَ بهذا يكون مؤمنًا: المنافقون يأتون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: نشهد إنك لرسول الله ويؤكدون هذا فيؤكد الله عز وجل كذبَهم فيقول: (( والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون )) وإن شهدوا بألسنتهم فهم كاذبون بقلوبهم، على كل حال هذه الآية تدل على أن مجرد اعتراف الانسان بالرب لا يخرجه عن الكفر.
ومن فوائد هذه الآية أنّ الله عز وجل يجيب دعوة المضطر ولو كان كافرًا، لقوله: (( ثم إذا خوَّلَه )). فإن قال قائل: كيف يجيب الله دعوتَه وهو كافر؟ قلنا: هذا من آثار سبْقِ رحمتِه لغضبِه فإنَّ رحمتَه سبقت غضبَه فالكفر موجِبٌ للغضب والضرورة موجِبَةٌ للرحمة فتسبِقُ الرحمةُ الغضب فيجيبُه الله عز وجل، وهذا كإجابة المظلوم ولو كان كافرًا المظلوم تجاب دعوته ولو كان كافرًا، إقامةً للعدل وانتصارًا للحَقّ قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل: ( اتَّقِ دعوةَ المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ) إذًا فهذان شخصان تُجابُ دعوتهما مع الكفر هما المظلوم ومَن وقع في ضرورة إذا دعا الله، لماذا لا بد أن نعَلِّل كيف يخرج هذا عن القاعدة بأن الكافر مغضوبٌ عليه؟ نقول: أما إجابة المظلوم، فمِن أجل العدل والانتصار للحق، وأما إجابة المضطر، فلِأَنَّ المضطر اجتمع في حقِّه سببان: سببٌ موجِبٌ للرحمة وهو الضرورة، وسبب موجِب للغَضَب والانتقام وهو الكفر، ورحمةُ الله تعالى قد سبقَتْ غضبَه.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنَّ النعمة محْضُ فضْلٍ مِن الله، لقوله: (( ثم إذا خوله نعمة )) (خوَّلَه نعمة) فالنعمة محْضُ فضْلٍ مِن الله عز وجل، لأنها لا يمكن أن تكون مكافَأَةً عن عمل فإن الانسان لو حُوسِب على عملِه محاسبةً دقيقة لكان عملُه لا يقابِل واحِد بالملايين من أين؟ مِن نِعَم الله عز وجل فيخرُج مغلوبًا، بل إنَّ بعض العلماء رحمهم الله يقولون: إنَّ العمل الصالح مِن نعمة الله، نفْس العمل من النعمة فإذا شكَرَ العمل صار الشكرُ نعمةً، وإن شكرَ الشكر صَار نعمةً أخرى وعلى هذا قولُ الشاعر:
إذا كان شكرِي نعمةَ اللهِ نعمةً عليَّ له في مثلِها يجِبُ الشكر
فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله وإن طالت الأيام واتَّصَلَ العمر
صحيح هذه ولَّا لا؟ صحيح
إذا كان شكرِي نعمةَ اللهِ نعمة عليَّ له في مثلِها يجِبُ الشكر
فكيف بلوغُ الشكر إلا بفضلِه وإن طالت الأيام واتَّصلَ العمر
لأنك إذا أنعم الله عليك نعمة ثم شكرْته فشكرُك إياه نعمة، ثم إن شكرْتَه على الشكر فهو نعمةٌ أخرى وهلم جرًّا.
ومن فوائد الآية الكريمة أنَّ الكافر -وإن شئت فقل: الإنسان- ينسى النعمة، إذا أنعم الله عليه نعمةً بعد ضرورة نسِي، ثم عاد إلى غيِّه، وهذا خطير جدًّا على الإنسان، هذا هو واقع الانسان، واقع الانسان أنَّ الله إذا أنعَم عليه نعمة بإنجائه من ضرورة نسِي ذلك ثم عاد إلى غيِّه، وهذا يقع نجد الأحداث الآن تمُرّ بالناس يمكن في حال حُلُول هذه الأحداث يمكن أن يكون لهم رجعة بعض الشيء، ولكن إذا زالت الضرورة عادوا إلى ما كانوا عليه من قبل بل ربما يحملُهم الأشر والبطر على أن يزيدوا في غيِّهم، وهذا له خطورته، فإنَّ الله تعالى ذكَرَ في القرآن أَنَّ الانسان إذا عاد إلى غيِّه بعد إنقاذه من الهلاك فإنَّ الله يصيبُه بعذابٍ أشَدَّ مِن الأول.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنَّ الكافر يعود إلى كفره ولا يذكُر ما دعا اللهَ إليه من قبل وهو إنقاذه من الضرورة، لقوله تعالى: (( نسِي ما كان يدعو إليه من قبل وجعل لله أندادًا ))
ومن فوائدها أنَّ عبادة الضرورة لا تنفع غالبًا، أي أنَّ الانسان إِذا عرف ربه عند الضرورة فقط فالغالب أنه لا ينتفع بهذه العبادة، لأنها ليست عبادةً عن رغبة ولكنها عبادة من أجل إِنجاء الانسان من الهَلَكة، وإن كان أحيانًا ينتفع ربما يكون هذا سببًا لفتح الله عليه كما يوجد الآن من الناس مثلًا مَن يصاب بمرض شديد ويخاف منه الهلاك فيُنِيب إلى الله عز وجل ويدعو الله سبحانه وتعالى ثم يمُنُّ الله عليه بـ.. لكن الغالب أن التعبُّدَ ضرورةً لا يفيد.
ومِن فوائد هذه الآية أنَّ الكافر يؤمن بالله وأنَّ إيمانه بالله لا يخرجه من الكفر، لقوله: (( دعَا ربَّه )) فالإيمان بالله وبربوبيته لا يكفي ولا يُخرِج الانسان من الكفر، ودليل ذلك أنَّ المشركين الذين بُعِث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُقِرُّون بالله (( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ )) (( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ )) يعني يقرُّون بأنَّ الذي خلق هو الله ويصفونه بالصفات الكاملة ومع ذلك فهم كفار استباح النبي صلى الله عليه وسلم دماءهم ونساءهم وأموالهم وذريتهم، وبه نعرف أنَّ مَن قال عن النصارى إنهم مؤمنون فهو جاهل، بل إن كان عالـِمًا بما يدل عليه الشرع مِن كفرهم فهو مرتد، لأنَّ مَن حكم بالإيمان لِمَن كفره الله فإنه مرْتَدّ مكَذِّب لله عز وجل، وكذلك مَن قال عن اليهود إنهم مؤمنون بالله فإنّ هذا الكلام صادر إما عن جهل وإما عن ردة والعياذ بالله، فإذا قال: إنهم يؤمنون بالله يقولونك الله عز وجل هو الكاشف للضر وهو المدبر للأُمور. قلنا: هذا لا ينفعهم ولهذا تجد عند العامة لما التبس على بعضهم هذا الأمر تجدهم إذا قيل لهم: إن تارك الصلاة كافر. قالوا: كيف يكون كافرًا وهو يشهد أن لا اله الا الله وأن محمدًا رسول الله أين الكفر؟ فيقال: ليس كل مَن شَهِدَ بهذا يكون مؤمنًا: المنافقون يأتون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: نشهد إنك لرسول الله ويؤكدون هذا فيؤكد الله عز وجل كذبَهم فيقول: (( والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون )) وإن شهدوا بألسنتهم فهم كاذبون بقلوبهم، على كل حال هذه الآية تدل على أن مجرد اعتراف الانسان بالرب لا يخرجه عن الكفر.
ومن فوائد هذه الآية أنّ الله عز وجل يجيب دعوة المضطر ولو كان كافرًا، لقوله: (( ثم إذا خوَّلَه )). فإن قال قائل: كيف يجيب الله دعوتَه وهو كافر؟ قلنا: هذا من آثار سبْقِ رحمتِه لغضبِه فإنَّ رحمتَه سبقت غضبَه فالكفر موجِبٌ للغضب والضرورة موجِبَةٌ للرحمة فتسبِقُ الرحمةُ الغضب فيجيبُه الله عز وجل، وهذا كإجابة المظلوم ولو كان كافرًا المظلوم تجاب دعوته ولو كان كافرًا، إقامةً للعدل وانتصارًا للحَقّ قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل: ( اتَّقِ دعوةَ المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ) إذًا فهذان شخصان تُجابُ دعوتهما مع الكفر هما المظلوم ومَن وقع في ضرورة إذا دعا الله، لماذا لا بد أن نعَلِّل كيف يخرج هذا عن القاعدة بأن الكافر مغضوبٌ عليه؟ نقول: أما إجابة المظلوم، فمِن أجل العدل والانتصار للحق، وأما إجابة المضطر، فلِأَنَّ المضطر اجتمع في حقِّه سببان: سببٌ موجِبٌ للرحمة وهو الضرورة، وسبب موجِب للغَضَب والانتقام وهو الكفر، ورحمةُ الله تعالى قد سبقَتْ غضبَه.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنَّ النعمة محْضُ فضْلٍ مِن الله، لقوله: (( ثم إذا خوله نعمة )) (خوَّلَه نعمة) فالنعمة محْضُ فضْلٍ مِن الله عز وجل، لأنها لا يمكن أن تكون مكافَأَةً عن عمل فإن الانسان لو حُوسِب على عملِه محاسبةً دقيقة لكان عملُه لا يقابِل واحِد بالملايين من أين؟ مِن نِعَم الله عز وجل فيخرُج مغلوبًا، بل إنَّ بعض العلماء رحمهم الله يقولون: إنَّ العمل الصالح مِن نعمة الله، نفْس العمل من النعمة فإذا شكَرَ العمل صار الشكرُ نعمةً، وإن شكرَ الشكر صَار نعمةً أخرى وعلى هذا قولُ الشاعر:
إذا كان شكرِي نعمةَ اللهِ نعمةً عليَّ له في مثلِها يجِبُ الشكر
فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله وإن طالت الأيام واتَّصَلَ العمر
صحيح هذه ولَّا لا؟ صحيح
إذا كان شكرِي نعمةَ اللهِ نعمة عليَّ له في مثلِها يجِبُ الشكر
فكيف بلوغُ الشكر إلا بفضلِه وإن طالت الأيام واتَّصلَ العمر
لأنك إذا أنعم الله عليك نعمة ثم شكرْته فشكرُك إياه نعمة، ثم إن شكرْتَه على الشكر فهو نعمةٌ أخرى وهلم جرًّا.
ومن فوائد الآية الكريمة أنَّ الكافر -وإن شئت فقل: الإنسان- ينسى النعمة، إذا أنعم الله عليه نعمةً بعد ضرورة نسِي، ثم عاد إلى غيِّه، وهذا خطير جدًّا على الإنسان، هذا هو واقع الانسان، واقع الانسان أنَّ الله إذا أنعَم عليه نعمة بإنجائه من ضرورة نسِي ذلك ثم عاد إلى غيِّه، وهذا يقع نجد الأحداث الآن تمُرّ بالناس يمكن في حال حُلُول هذه الأحداث يمكن أن يكون لهم رجعة بعض الشيء، ولكن إذا زالت الضرورة عادوا إلى ما كانوا عليه من قبل بل ربما يحملُهم الأشر والبطر على أن يزيدوا في غيِّهم، وهذا له خطورته، فإنَّ الله تعالى ذكَرَ في القرآن أَنَّ الانسان إذا عاد إلى غيِّه بعد إنقاذه من الهلاك فإنَّ الله يصيبُه بعذابٍ أشَدَّ مِن الأول.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنَّ الكافر يعود إلى كفره ولا يذكُر ما دعا اللهَ إليه من قبل وهو إنقاذه من الضرورة، لقوله تعالى: (( نسِي ما كان يدعو إليه من قبل وجعل لله أندادًا ))