تتمة فوائد قول الله تعالى : (( أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب )) . حفظ
الطالب: (( قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ))
الشيخ : بس أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أظنُّنا ناقَشْنا
الطالب: ...
الشيخ : من أين؟
الطالب: (( أَمَّن هو قانت )) ...
الشيخ : (( أمن هو قانت ))؟ قال الله عز وجل: (( أمَّن هو قانتٌ آناء الليل ساجدًا وقائمًا يرجو رحمة ربه )) إلى آخرِه. في هذه الآية بيانُ الفَرْق بين الناس في عبادة الله عز وجل وأنَّه لا سَوَاء بين مَن هو قانت آناء الليل ساجدًا وقائمًا إلى آخرِه ومَن هو عاص بعيدٌ عن الله عز وجل.
ومن فوائد الآية أنَّ ظاهِرَها دوامُ الطاعة آناءَ الليل في السُّجود والقيام أي في الصلاة ولكن السنة بيَّنَت ذلك وأنَّ الأفضل في قيامِ الليل أن ينامَ نصفَه ويقوم ثُلثَه وينامَ سُدُسَه وهذا مِن تقييد القُرآن بالسنة.
ومن فوائد الآية فضِيلة صلاة الليل، لقوله: (( آنَاء الليل )) وقد دَلَّت على ذلك السنة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أفضلُ الصلاة بعد المكتوبة صَلَاة الليل ).
ومن فوائد هذه الآية فضيلَةُ القيام والسجود مِن بين أركان الصلاة وقد بَيَّنَّا وجْهَ ذلك أثناءَ التفسير أَنَّ القيام شرِيفٌ بذِكْرِه والسُّجُود شريفٌ بهيئَتِه.
ومن فوائد الآية أنَّه ينبغي للإنسان أن يكون في سيرِه إلى الله جامِعًا بين الخوف والرَّجاء، لقوله: (( يحذَرُ الآخرة ويرجو رحمة ربه )) ولكن هل يكونان سواءً أو يُغَلِّبُ جانب الرجاء أو يغَلِّب جانب الخوف؟ في هذا أقوال لأرباب السلوك: فمِنهم مَن قال: ينبغي أن يكون رجاؤُه وخوفُه واحدًا كجناحي الطير إذا مال أحَدُهما اختل طيرانه قال الإمام أحمد رحمه الله: " ينبغي أن يكون خوفُه ورجاؤُه واحدًا فأيُّهما غَلَبَ هلَكَ صاحبُه "، لأنه إن غلَّبَ جانب الخوف أدخله في الياس والقنوط، وإن غَلَّب جانب الرجاء أدخلَه في الأمْن مِن مكر الله، وقال بعض أرباب السلوك: ينبغي أن يُغَلِّب جانب الرجاء، لقول الله تعالى في الحديث القدسي: ( أنا عند ظَنِّ عبدي بي فإن ظَنَّ بي خيرًا فله وإن ظَنَّ بي شرًّا فله ) وعلى هذا فيُغَلِّب جانب الرجاء، وقال بعض العلماء: يُغَلِّب عند فعلِ الطاعات جانب الرجاء فإذا فعَلَ طاعة فلْيُغَلِّب جانب القبول دون جانِبِ الرد، أمَّا في فعل المعصية فإِنَّ الأَولى أن يُغَلِّب جَانِب الخوف، لئلا يقَع في المعصية. وقال بعضهم: في حال المرض يغلِّب جانب الرجاء، وفي حال الصِّحَّة يغلب جانب الخوف، لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يموتَنَّ أحدكم إلا وهو يُحْسِنُ الظَّنَّ بالله ) والمريض قد وُجِد فيه سببُ الموت وهو المرَض فيُغَلِّب جانب الرجاء، لِيَمُوت وهو يُحْسِنُ الظَّنَّ بالله ولو قال قائل: إنه يُرجَع في ذلك إلى نفس الإنسان والإنسان هو طَبِيبُ نفسِه إن رأَي مِن نفسه جُنُوحًا إلى انتهاك المعاصي والمحرمات فليعدها بل فليَتَوَعَّدها بالعذاب حتى يرْتَدِع، وإن رأى مِن نفسه قُوَّةً على طاعة الله ومثابَرَةً عليها وقيامًا بها فليغَلِّب جانب الرجاء حتى يُحْسِنَ الظن بالله وهذا يرجع إلى الانسان نفسِه والإنسان في بعض الأحيان يكون يغلب هذا وفي بعض الأحيان يغَلِّب هذا.
الطالب: ...
الشيخ : نعم يعني لو قيل بهذا لكان أحسن.
من فوائد الآيات إِثبات عذاب الآخرة، لقوله: (( يحذَرُ الآخرة )) ولا يُحذَر الشيء إلا بثبوتِه، أما ما ليس بثابت فلا يُحذَر.
ومن فوائد الآية أنَّه في باب الجزاء والأَحكام يُغَلَّب جانِبُ الربوبية، لقوله: (( وَيرجو رحمةَ رَبِّه ))، لأنَّ الربوبية هي التي بها التَّصَرُّف والسلطان.
ومن فوائد الآية الكريمة أنه لا يستوون الذين يعلمون والذين لا يعلمون، لقوله: (( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )).
ومِن فوائدها أنَّ هذا النفي أمر معْتَرَفٌ به، لأنّه جاء بصيغة الاستفهام ونحن ذكرنا أنه إذا جاء الاستفهامُ مُرَادًا به النفي صارَ مُشْرَبًا معنَى التَّحَدِّي.
ومن فوائد الآية فضيلة العلم ولكن يجب أن نعلم أنَّ العلم يشرف بشرف موضوعه وعلى هذا فأفضل العلوم العِلم بأسماء الله وصفاته، لأنَّ هذا أشرف موضوعات العلم، ثم العلم بأحكامه ( مَن يُرِدِ بِه الله خيرًا يفَقِّهُّ في الدين )، ثم تتلو العلوم حسب مراتبها، وأخس العلوم ما يَصُدُّ عن سبيل الله وعن طريق السلف الصالح مثل علم الفلسفة علم الكلام علم الكلام وما أشبهها، إلا إذا تعلَمَه الانسان مِن أجل أن يرُدَّ به على أهله فهنا قد يكون تعلُّمُه واجبًا، لأنَّ ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ولهذا أمر النبي عليه الصلاة والسلام زيدَ بن ثابت رضي الله عنه أن يتعَلَّم لغة اليهود مع أنَّ تعلم اللغات الأجنبية ليس محمودًا ولا مأمُورًا به لكن لَمَّا كان وسيلة إلى معرفة ما يأتي من الكتابات من اليهود والرَّدِّ عليهم بِلُغَتِهم أَمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يتعَلَّم لغة اليهود، وتعلَّم لغة اليهود في خلال ستة عشر يومًا، لأنَّ زَيْدَ بن ثابت رضي الله عنه مِن الأذكياء فتعَلَّمَها ثم إنَّ اللغة العِبْرِيَّة قريبة من اللغة العربية فسَهُلَ تعلُّمُها.
طيب، من فوائد الآية الكريمة أن أصحاب العقول هم أهلُ الاتِّعَاظ، لقوله: ( إنما يتذَكَّر أولوا الألباب ).
ومن فوائدها أنّ مَن لا يتذكر فهو ناقص العقل، لأنه إذا كان لا يتذكر إلا اصحاب العقول فمَن لا يتذكر يكون ناقِصَ العقل ولا شك، ونُقْصَانُ عقلِه بحسب نقصِه في التَّذَكُّر ووجْه ذلك من الناحية العقلية النظرية أنَّ الإنسان العاقل لا يمكن أن يختَارَ لنفسه إلا ما فيه النجاة ولا نجاة مِن عذاب الله إلا بالتذكر والاتِّعاظ فلهذا كان العقل السليم يستلزم أن يتَذَكَّر الإنسان ويتَّعِظ مِن أجل طلب ما هو أحَظّ للنفس وأنفع (( وللآخرة خَيْرٌ لك من الأولى )).
ومن فوائد الآية الثناء على ذوي العقول حيث جعلَهم هم المتذكِّرِين المتَّعِظِين المنتفعين بما يسمعون.
الشيخ : بس أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أظنُّنا ناقَشْنا
الطالب: ...
الشيخ : من أين؟
الطالب: (( أَمَّن هو قانت )) ...
الشيخ : (( أمن هو قانت ))؟ قال الله عز وجل: (( أمَّن هو قانتٌ آناء الليل ساجدًا وقائمًا يرجو رحمة ربه )) إلى آخرِه. في هذه الآية بيانُ الفَرْق بين الناس في عبادة الله عز وجل وأنَّه لا سَوَاء بين مَن هو قانت آناء الليل ساجدًا وقائمًا إلى آخرِه ومَن هو عاص بعيدٌ عن الله عز وجل.
ومن فوائد الآية أنَّ ظاهِرَها دوامُ الطاعة آناءَ الليل في السُّجود والقيام أي في الصلاة ولكن السنة بيَّنَت ذلك وأنَّ الأفضل في قيامِ الليل أن ينامَ نصفَه ويقوم ثُلثَه وينامَ سُدُسَه وهذا مِن تقييد القُرآن بالسنة.
ومن فوائد الآية فضِيلة صلاة الليل، لقوله: (( آنَاء الليل )) وقد دَلَّت على ذلك السنة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أفضلُ الصلاة بعد المكتوبة صَلَاة الليل ).
ومن فوائد هذه الآية فضيلَةُ القيام والسجود مِن بين أركان الصلاة وقد بَيَّنَّا وجْهَ ذلك أثناءَ التفسير أَنَّ القيام شرِيفٌ بذِكْرِه والسُّجُود شريفٌ بهيئَتِه.
ومن فوائد الآية أنَّه ينبغي للإنسان أن يكون في سيرِه إلى الله جامِعًا بين الخوف والرَّجاء، لقوله: (( يحذَرُ الآخرة ويرجو رحمة ربه )) ولكن هل يكونان سواءً أو يُغَلِّبُ جانب الرجاء أو يغَلِّب جانب الخوف؟ في هذا أقوال لأرباب السلوك: فمِنهم مَن قال: ينبغي أن يكون رجاؤُه وخوفُه واحدًا كجناحي الطير إذا مال أحَدُهما اختل طيرانه قال الإمام أحمد رحمه الله: " ينبغي أن يكون خوفُه ورجاؤُه واحدًا فأيُّهما غَلَبَ هلَكَ صاحبُه "، لأنه إن غلَّبَ جانب الخوف أدخله في الياس والقنوط، وإن غَلَّب جانب الرجاء أدخلَه في الأمْن مِن مكر الله، وقال بعض أرباب السلوك: ينبغي أن يُغَلِّب جانب الرجاء، لقول الله تعالى في الحديث القدسي: ( أنا عند ظَنِّ عبدي بي فإن ظَنَّ بي خيرًا فله وإن ظَنَّ بي شرًّا فله ) وعلى هذا فيُغَلِّب جانب الرجاء، وقال بعض العلماء: يُغَلِّب عند فعلِ الطاعات جانب الرجاء فإذا فعَلَ طاعة فلْيُغَلِّب جانب القبول دون جانِبِ الرد، أمَّا في فعل المعصية فإِنَّ الأَولى أن يُغَلِّب جَانِب الخوف، لئلا يقَع في المعصية. وقال بعضهم: في حال المرض يغلِّب جانب الرجاء، وفي حال الصِّحَّة يغلب جانب الخوف، لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يموتَنَّ أحدكم إلا وهو يُحْسِنُ الظَّنَّ بالله ) والمريض قد وُجِد فيه سببُ الموت وهو المرَض فيُغَلِّب جانب الرجاء، لِيَمُوت وهو يُحْسِنُ الظَّنَّ بالله ولو قال قائل: إنه يُرجَع في ذلك إلى نفس الإنسان والإنسان هو طَبِيبُ نفسِه إن رأَي مِن نفسه جُنُوحًا إلى انتهاك المعاصي والمحرمات فليعدها بل فليَتَوَعَّدها بالعذاب حتى يرْتَدِع، وإن رأى مِن نفسه قُوَّةً على طاعة الله ومثابَرَةً عليها وقيامًا بها فليغَلِّب جانب الرجاء حتى يُحْسِنَ الظن بالله وهذا يرجع إلى الانسان نفسِه والإنسان في بعض الأحيان يكون يغلب هذا وفي بعض الأحيان يغَلِّب هذا.
الطالب: ...
الشيخ : نعم يعني لو قيل بهذا لكان أحسن.
من فوائد الآيات إِثبات عذاب الآخرة، لقوله: (( يحذَرُ الآخرة )) ولا يُحذَر الشيء إلا بثبوتِه، أما ما ليس بثابت فلا يُحذَر.
ومن فوائد الآية أنَّه في باب الجزاء والأَحكام يُغَلَّب جانِبُ الربوبية، لقوله: (( وَيرجو رحمةَ رَبِّه ))، لأنَّ الربوبية هي التي بها التَّصَرُّف والسلطان.
ومن فوائد الآية الكريمة أنه لا يستوون الذين يعلمون والذين لا يعلمون، لقوله: (( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )).
ومِن فوائدها أنَّ هذا النفي أمر معْتَرَفٌ به، لأنّه جاء بصيغة الاستفهام ونحن ذكرنا أنه إذا جاء الاستفهامُ مُرَادًا به النفي صارَ مُشْرَبًا معنَى التَّحَدِّي.
ومن فوائد الآية فضيلة العلم ولكن يجب أن نعلم أنَّ العلم يشرف بشرف موضوعه وعلى هذا فأفضل العلوم العِلم بأسماء الله وصفاته، لأنَّ هذا أشرف موضوعات العلم، ثم العلم بأحكامه ( مَن يُرِدِ بِه الله خيرًا يفَقِّهُّ في الدين )، ثم تتلو العلوم حسب مراتبها، وأخس العلوم ما يَصُدُّ عن سبيل الله وعن طريق السلف الصالح مثل علم الفلسفة علم الكلام علم الكلام وما أشبهها، إلا إذا تعلَمَه الانسان مِن أجل أن يرُدَّ به على أهله فهنا قد يكون تعلُّمُه واجبًا، لأنَّ ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ولهذا أمر النبي عليه الصلاة والسلام زيدَ بن ثابت رضي الله عنه أن يتعَلَّم لغة اليهود مع أنَّ تعلم اللغات الأجنبية ليس محمودًا ولا مأمُورًا به لكن لَمَّا كان وسيلة إلى معرفة ما يأتي من الكتابات من اليهود والرَّدِّ عليهم بِلُغَتِهم أَمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يتعَلَّم لغة اليهود، وتعلَّم لغة اليهود في خلال ستة عشر يومًا، لأنَّ زَيْدَ بن ثابت رضي الله عنه مِن الأذكياء فتعَلَّمَها ثم إنَّ اللغة العِبْرِيَّة قريبة من اللغة العربية فسَهُلَ تعلُّمُها.
طيب، من فوائد الآية الكريمة أن أصحاب العقول هم أهلُ الاتِّعَاظ، لقوله: ( إنما يتذَكَّر أولوا الألباب ).
ومن فوائدها أنّ مَن لا يتذكر فهو ناقص العقل، لأنه إذا كان لا يتذكر إلا اصحاب العقول فمَن لا يتذكر يكون ناقِصَ العقل ولا شك، ونُقْصَانُ عقلِه بحسب نقصِه في التَّذَكُّر ووجْه ذلك من الناحية العقلية النظرية أنَّ الإنسان العاقل لا يمكن أن يختَارَ لنفسه إلا ما فيه النجاة ولا نجاة مِن عذاب الله إلا بالتذكر والاتِّعاظ فلهذا كان العقل السليم يستلزم أن يتَذَكَّر الإنسان ويتَّعِظ مِن أجل طلب ما هو أحَظّ للنفس وأنفع (( وللآخرة خَيْرٌ لك من الأولى )).
ومن فوائد الآية الثناء على ذوي العقول حيث جعلَهم هم المتذكِّرِين المتَّعِظِين المنتفعين بما يسمعون.