التعليق على تفسير الجلالين : (( وأمرت لأن )) أي بأن (( أكون أول المسلمين )) من هذه الأمة . حفظ
(( وأمرت لأَن أَكُونَ أَوَّلَ المسلمين )) قال المؤلف المفسر: " أي بأن " فجعل اللام بمعنى الباء وذلك لأَنَّ (أَمَر) إنما تتعدى بالباء ولا تتعدى باللام فلهذا فسَّرَها المؤلف بالباء، وهذا أحد المسلكين للنحاة فيما إذا تلا الفعلَ حرفٌ لا يتعدى به غالبًا فإنهم يجعلون هذا الحرف بمعنى الحرف الذي يتعَدَّى به العاملُ -أي الفعل أو غير الفعل- غالبًا فهمتم؟ طيب فمثلًا هنا (أمرت لأن أكون) يجعلون اللام بمعنى الباء، وفي قوله تعالى: (( عينًا يشربُ بها عباد الله )) يجعلون الباء بمعنى (مِن) أي: يشرب منها، والمسلك الثاني للنحاة أنهم يحوِّلُون الفعل إلى فعل يُنَاسِب المتَعَلِّق يُحَوِّلون الفعل إلى فعل مناسب للمتعلق ويسمون هذا تضمِينًا أي أن الفعل ضُمِّن، الفعل المذكور ضُمِّن فعلًا يتعَدَّى بالحرف المذكور فمَثَلًا (( يشرب بها عباد الله )) يكون المعنى: يَرْوَى بِهَا فضُمِّن الشُّرْب معنى الرِّيّ ولا شك أن هذا يعطي الآية أو النص معنًى أكثر، لأنه يبقي الحرف على ما هو عليه ويعطي الفعل المذكور معنًى زائِدًا على ما يدل عليه لفظُه فيكون هذا المسلك أولى، لكن أحيانًا يصعُب على طالب العلم ولا سيما المبتدئ يصعُب أن يُقَدِّر الفعل المناسب الذي يكون مَضْمُونًا للفعل المذكور حينئِذٍ يلجأ إلى الأسهل وهو تحويل الحرف إلى حرف يناسب الفعل المذكور، فهنا (أمرت لأن أكون) لا شك أنه من السهل أن أقول: إنَّ اللام بمعنى الباء وأمشي يعني أمرت بأن أكون لكن لو أردنا أن نضَمِّن (أمرت) معنى يناسب اللام (أمرت لأن أكون) يحتاج الى تأمل وتفكير في المعنى لماذا قال: (أمرت لأن أكون) ممكن أن يقدر أمرت أن أعبد الله لأن أكون أول المسلمين فتكُون اللَّام تعليلًا للفعل المحذوف وهو: أن أعبد الله لأن أكون أول المسلمين يعني وُجِّه الأمر إلي أولًا، لأكون أول المسلمين أي المنقادين لأمر الله، وحينئِذٍ نستفيد من هذا معنيين: معنى الأمر ومعنى العبادة التي حُذِفَت، لِيَصِحّ تعليق الحرف بها، قال: " (( وأمرت لأن أكون أول المسلمين )) من هذه الأمة " (( لأن أكون أول المسلمين )) قال المؤلف:" من هذه الأمة " وكلمة (أول المسلمين) الإسلام يطلق على الانقياد، لأنه مأخوذ مِن أسْلَمَ أمرُه الى غيره ومنه الاستسلام في الحرب لأنّ المستسلم ينقاد للغالِب الذي غلبَه فالإسلام هو الانقياد ظاهرًا الانقياد ظاهرًا وبناءً على هذا يكون المنافِقُون ايش؟ مسلِمِين ظاهِرًا مسلمين ظاهرًا ولهذا يطلق الإسلام على ضعيفي الإيمان كما قال تعالى: (( قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ))، أحيانًا يطلق الاسلام على الشريعة كلِّها فيشمل الاستسلام ظاهرًا وباطنًا وهو الإيمان ومن ذلك قوله تعالى: (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا )) ليس المراد الاستسلام الظاهر وإنما المراد الشرائعَ كلها شرائع الاسلام كلها (رضيت لكم الاسلام) أي شرائع الإسلام كلها دينًا، طيب يقول أهل العلم: الإسلام إذا قُرِنَ بالإيمان فُسِّرَ الإسلام بالأعمال الظاهرة والإيمان بالأعمال الباطنة قالوا: ومن ذلك حديث جبريل لَمَّا سألَ النبيَ صلى الله عليه وسلم عن الإسلام قال: ( أن تشهد أن لا إله ألا الله وأن محمدًا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحُجَّ البيت ) ولما سأله عن الايمان قال: ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره ) أما إذا أُطْلَق أو بل إذا أُفْرِد أحدهما فإنه يشمل الآخر فالإسلام إذا ذُكِر وحدَه شمل جميع الشرائع ومنها الإيمان، والايمان إذا ذُكِرَ وحده شمَل جميع الشرائع ومنه الإسلام، طيب يقول هنا: (( وأمرت لأن أكون أول المسلمين )) قال:" من هذه الأمة " لِمَاذَا قَيَّدَ الآية مع أنها مطلقة (أول المسلمين) قيَّدَها لأنه رحمه الله فهِم أنَّ الأولية هُنا أوليةُ الزمن وإذا كانت أوليةَ الزمن فإنه لا يصح أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم أولَ المسلمين لماذا؟
الطالب: قبلَه ...
الشيخ : لأن قبلَه أمم مسلمة قبلَه أمم مسلمة كثيرة فكان لا بد أن يُقَيِّد هذا بأول المسلمين مِن هذه الأمة ومنه قوله تعالى في سورة الانعام اتْلُ الآية (( إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ )) على ما مشى عليه المؤلف من الفهم نقول: وأنا أول المسلمين من هذه الأمة، في احتمال آخر أنَّ الأوَّلِيَّةَ هنا أولية الصفة يعني أنني أسبَقُ المسلمين من حيث التقَدُّم إلى الإسلام كما تقول مثلًا لمن يخاطِبُك إن كان هذا الذي قلْتَه حقًّا فأنا أول من يساهم مثلًا لو قال: أنه فُتِح مشروع في البلد خيرِي فقلت: إذا كان حقًّا فأنا أول من يساهم يعني أَوَّل مِن حيث الانقياد والصِّفَة هذا في احتمال وإذا كان هذا المعنى في الآية الكريمة فإننا لا نحتاج إلى ايش؟ إلى القيد الذي قاله المؤلف، لأننا نعلم أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم هو أول مَن ينقاد لله سبحانه وتعالى وأنه أعظم الناس انقيادًا وأشَدُّهم.
الطالب: قبلَه ...
الشيخ : لأن قبلَه أمم مسلمة قبلَه أمم مسلمة كثيرة فكان لا بد أن يُقَيِّد هذا بأول المسلمين مِن هذه الأمة ومنه قوله تعالى في سورة الانعام اتْلُ الآية (( إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ )) على ما مشى عليه المؤلف من الفهم نقول: وأنا أول المسلمين من هذه الأمة، في احتمال آخر أنَّ الأوَّلِيَّةَ هنا أولية الصفة يعني أنني أسبَقُ المسلمين من حيث التقَدُّم إلى الإسلام كما تقول مثلًا لمن يخاطِبُك إن كان هذا الذي قلْتَه حقًّا فأنا أول من يساهم مثلًا لو قال: أنه فُتِح مشروع في البلد خيرِي فقلت: إذا كان حقًّا فأنا أول من يساهم يعني أَوَّل مِن حيث الانقياد والصِّفَة هذا في احتمال وإذا كان هذا المعنى في الآية الكريمة فإننا لا نحتاج إلى ايش؟ إلى القيد الذي قاله المؤلف، لأننا نعلم أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم هو أول مَن ينقاد لله سبحانه وتعالى وأنه أعظم الناس انقيادًا وأشَدُّهم.