تفسير قول الله تعالى : (( قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم )) . حفظ
ثم قال: (( قل إني أخاف إن عصيت ربي عذابَ يوم عظيم )) (عذابَ) مفعول لايش؟ لِـ(عصيت)؟ نعم
الطالب: ...
الشيخ : أو إن عصيت؟
الطالب: ...
الشيخ : أخاف عذابَ وليست مفعولًا لـ(عصيت) ليش؟
الطالب: ...
الشيخ : العذاب لا يُعْصَى المعنى ... طيب (قل إني أخاف) الخوف لا يمكن أن نُعَرِّفَه بأَبْيَنَ مِن لفظِه لا يمكن أن نعرِّفَه بأبْيَنَ من لفظِه كلٌّ يعرف الخوف أليس كذلك ولهذا نقول: إن الانفعالاتِ النفسية لا يمكن لأحَد أن يعرفها لأنَّه ليس أبين من لفظها ليس هناك شيءٌ أبيَن مِن لفظِها أبدًا لو قال إنسان: عرِّفْ لي الكراهة وش تقول؟ تقول: الكراهة معروفة الكراهة هي الكراهة، عرف المحبة نعم، ما تقدر المحبة هي المحبة نعم.
الطالب: ..
الشيخ : لا، الميل آثار المحبة بعد ما يحِب يَمِيل ولهذا يقول ابن القيم رحمه الله في روضة المحبين والله أعلم هل هي له أم لا يقول: لا يمكن أن نحُدَّ المحبة بأبين من لفظها أبدًا كلّ الذين عرفوها فيها أكثر مِن عشرين تعريفًا كلُّهم إنما يفسرونَها بلوازِمها ونتائِجها وصدق رحمه الله، الانفعالات النفسية ما يستطيع الانسان يعرفها بأكثر من لفظها، (أخاف) لو تسأل صبيا لا يعرف التعريفات تقول وش معنى الخوف يقول: الخوف أني أرتعش.. لا يمكن، هذا من آثارِه، الخوف أن أهرَب هذا مِن آثاره، إذًا نقول الخوف ايش؟ معرُوف هو الخوف نعم.
(( أخاف إن عصيتُ ربي )) (عصيت) المعصيةُ المخالَفة وتكون بأمرين: إما بترك مأمور وإما بفعل محظور، هذا إذا أُفْرِدَت عن الطاعة فإن قُرِنَت بالطاعة صارَتِ الطاعةُ فعلَ المأمور والمعصية ارتِكَاب المحظور، طيب هنا نقول (عصيت) مفردة عن الطاعة فماذا يكون المعنى؟
الطالب: ...
الشيخ : تشمل المعنيين مخالفَتُه (( عصيت ربي )) أي خالَفْتُه بفعل المنهي عنه أو بترك المأمور به، وفي قوله: (( ربي )) إشارَة إلى أنه عز وجل هو الذي له الأمر والنهي لأَنَّه رب والرَّبّ خالق مالك مدبر، (( عذاب يوم عظيم )) هو يوم القيامة ووصفَه الله تعالى في القرآن الكريم بعدة أوصاف منها العِظَم وذلك لشدته وشدة أهواله وشدة ما يكون فيه وإذا رأيت الأوصاف أو إذا سمعت الأوصاف التي ذكَر الله عز وجل لهذا اليوم العظيم فإنه لا شك يعتَرِيك من الخوف بقدر ما أنت مؤمِن به، لاحِظ كلما كان الانسان أقوى إيمانًا باليوم الآخر كان منه أشَدَّ خوفًا، وكلما ضعُفَ إيمانه باليوم الآخر ضعُفَ خوفه منه ولهذا لدينا عبارة مأثورة: كلُّ مَن كان بالله أعرف كان منه أخوف، وكل مَن كان أيضًا باليوم الآخر أعْرَف وأقوى إيمانًا كان أقوى مخافة.