التعليق على تفسير الجلالين : (( فاعبدوا ما شئتم من دونه )) غيره ، فيه تهديد لهم وإيذان بأنهم لا يعبدون الله تعالى (( قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة )) بتخليد الأنفس في النار وبعدم وصولهم إلى الحور المعدة لهم في الجنة لو آمنوا (( ألا ذلك هو الخسران المبين )) البين . حفظ
يقول المؤلف: " (من دونِه) غيره " أي سِواه " فيه تهديدٌ لهم وإيذان بأنهم لا يعبدون الله " (إيذَان) يعني إعلام أي أن هذه الجملة فيها التهديد وفيها أنهم لا يعبدون الله وإنما يعبدون غيرَه، (( قل )) يعني: قل لهم مع تحَدِّيك إياهم وتهديدِك إياهم (( إنَّ الخاسرين الذين خسروا أنفسَهم )) الجملة فيها تأكيد وفيها حصرٌ، أين التأكيد؟
الطالب: (إِن)
الشيخ : (إِن) (إن الخاسرين)، الحصر: أن طرَفَيِ الجملة مَعْرِفَتَان (( الخاسرين الذين خسروا )) فكأنه قال: إن الخاسرين هم الذين خسروا انفسهم وأهليهم يوم القيامة، فإذًا فيها تأكيد وحصر، طيب (إن الخاسرين) مَنِ الخاسر؟ الخاسِر بيَّنَه الله عز وجل في قوله: (( إن الانسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا )) يعني الخُسْرَان ضِدُّ الربح وذلك أنَّ المعامل إما أن يأخُذَ رأْسَ ماله وإما أن يخسَر فيأتيه -كَمِّل- أَقَلّ مِن رأس ماله، وإما أن يربح فيأتيه أكثر، الخُسْران الحقيقي ما ذكرَه الله هنا (( الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة )) هؤلاء هم الذين خسِروا، ليس الخاسر مَن فقد ملايين الدراهم، وليس الخاسر من فَقَدَ أهلَه في الدنيا، وليس الخاسر مَن فقد نفسه في الدنيا، الخاسِر مَن خَسِرَ نفسَه وأهلَه متى؟ يومَ القيامة، خسر نفسه وأهله يقول:" بتخليد الأنْفُس في النار وبعدم وصولِهم الى الحُورِ الـمُعَدَّة لهم في الجنة لو آمنوا " طيب قوله: " بتخْلِيدِ الأنفس في النار " هذا بيانٌ لخسرانِهم أنفسهم، لأنه خَسِر نفسه في الحقيقة ما وجْهُ الخسران؟ وجهُ الخسران أنَّ حياته في الدنيا لم يستفِدْ منها في الآخِرَة إطلاقًا فخَسِرَ نفسَه خَسِرَ عمرَه كلُّه راح هباءً منثورًا واضح؟
الطالب: أي نعم ..
الشيخ : واضح خَسِر نفسَه لو أنه مُؤْمِن مُخْلِص لاسْتَفَاد لكان كُلُّ حياتِه في الدنيا ربحًا، لأنه سوف يُخَلَّد في الجنة التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر أما الآن فسَيُخَلَّد في النار هذا خسارة نفس، خسارة الأهل فسَّرَها المؤلف بأنَّه يفُوتُه الحور العين في الجنة لو آمَن وهذا وإن كان له وجه لكنَّه بعيدٌ من الصواب، وذلك لأَنَّ الحور في الجنة لم تكن أهلًا له حتى يقال خسرهم وإنما المراد خَسِرُوا اهليهم لأَنَّ أهلِيَهم إن كانوا مؤمنين فهم في الجنة ولن يجتَمعوا به، وإن كانوا كفَّارًا فهم في النار ولن يجتمعوا به أيضًا، ولو كانوا مؤمنين وذريته مؤمنة لكانوا كما قال الله تعالى (( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ))
الطالب: ألحقنا
الشيخ : (( ألحَقْنَا بهم ذريتهم )) يعني لن يجتمِعَ أحدٌ معَ أهله في الدنيا لن يجتَمِع في الآخرة إلا إذا كان هو وهم مؤمنين فسيجتمعون اجتماعًا لا فِرَاقَ بعده، أما مَن لم يكن كذلك فلا اجتِمَاع؟ أنت معنا ولّا والله ما أدري عنك؟
الطالب: .. معك
الشيخ : صحيح جسمًا وقلبًا؟
الطالب: جسما وقلبا كل شيء ..
الشيخ : طيب، على كل حال الصحيح أن المراد بأهليهم يعني أهليهم الذين في الدنيا حيث خسِرُوا الاجتماع به في الآخرة؟ ووجْهُ الخسران يا عليان؟ .. بالإشارة إن كان الإشارة تفهم
الطالب: ...
الشيخ : يكتب لا لا، يقطع لنا الكتابة، نعم
الطالب: إذا كانوا مؤمنين وهم كفار فلن يلتقوا بهم.
الشيخ : لأن الأَهل في الجنة وهؤلاء في النار تمام.
الطالب: وإذا كانوا كافرين فكذلك لن يلتقوا بهم.
الشيخ : نعم لأن كل واحد
الطالب: كل واحد مشغول
الشيخ : مشغول بنفسه تمام، قال الله عز وجل: (( ألا ذلك هو الخُسْرَان المُبِين )) أي والله (ألا ذلك) شوف التأكيد التأكيد البالغ (ألا) أداة استفتاح والفائدة منها؟
الطالب: التنبيه
الشيخ : التوكيد والتنبيه، (ذلك) إشارة للبعد لأَنَّه خُسْرَان سَحيق والعياذ بالله، يعني لم يقل ألا هذا مع أن ذِكْرَه قريب لكنه خسرانٌ سحيق فأشير اليه بإشارة البعد، ثم حُصِر قال: (هو الخسران) يعني لا غيره، ثم أُكِّد بفداحته قال: (المبين) أي البَيِّن الذي لا يخفَى على أحد نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من الرابحين. في مناقشة؟