فوائد قول الله تعالى : (( قل الله أعبد مخلصا له ديني * فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين )) . حفظ
ثم قال تعالى: (( قُلِ اللهَ أعبَدُ مخلِصًا له دِينِي فاعْبُدُوا ما شِئْتُم مِن دونِه ))
يستفاد مِن هاتَيْن الآيتين أنَّه ينبغي للإنسان أن يعلن بالحَقِّ الذي هو عليه ولا يُبَالي بمن خالف، لقوله: (( قل الله أعبد مخلِصًا له ديني فاعْبُدوا ما شِئْتُم مِن دونه )) يعني فلا أبالي بكم أنا سأَعْبد الله وأسير على الطريقة السليمة وأنتم سِيروا على ما شئتم.
ومِن فوائد الآية بل الآيتين أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم مِن أَشَدِّ الناس امتِثَالًا لأَمْرِ الله، لأنَّه قال فيما سبق: (( قل إني أمرت أن أعبد الله مخلِصًا له الدين )) ثم قال هنا: (( قل اللهَ أعْبَدُ مخلِصًا له ديني )).
ومن فوائد الآيتين أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم محتاجٌ إلى العمل الذي ينْجِيه مِن عذاب الله، لقولِه: (( مخلِصًا له ديني )) بالياء بالإضافة وهو كذلك ولَمَّا حدَّثَ أصحابه بأنه لن يدخُلَ الجنةَ أحَدٌ بعمله قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ( ولا أنا إلا أن يتغَمَّدَني الله برحمته ).
ومن فوائد الآيتين تحرِيمُ عبادة غير الله تُؤْخَذ مِن قولِه؟ (( فاعْبُدوا ما شئتم من دونه )) لأنَّا ذكَرْنا أنَّ الأمر هنا للتهديد ولا تهديدَ إلا على شيء مخالِف ومعصية.
ومن فوائد الآية الكريمة قوله تعالى: (( إنَّ الخاسرين الذين خسروا أنفسهم )) الى آخره بيان أنَّ الخسارة الفادحة التي ليس معها ربح هي خسارة هؤلاء.
(( الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة )) وفيه الإشارة في الآية هذه الإشارة إلى أنَّ الشرك هو سبب هذه الخسارة، لأنه تلا قوله: (( فاعبدوا ما شئتم من دونِه قل إن الخاسرين ))
وفيه من فوائدها أنَّ أهل الشرك يوم القيامة لا يجتَمِعُون بأهليهم، لقوله: (( الذين خسروا أنفسهم وأهليهم )).